خالد رزق
خالد رزق


مشوار

«رسالات» العقاد الفريدة

خالد رزق

الأحد، 04 يونيو 2023 - 07:52 م

من بين كل ما أنتجته السينما العربية بطول تاريخها الذى بدأ من مصر منذ أكثر من قرن يقف كل من فيلمى الرسالة وعمر المختار للمخرج سورى الأصل مصطفى العقاد و بلا منازع باعتبارهما الأكثر شهرة وانتشاراً عالمياً، و لأسباب عملية تتجاوز حتى موضوعيهما العظيمين، ذلك أن أولهما «الرسالة» أصدر من نسختين إحداهما عربية مثلها نجوم عرب يتصدرهم بطل الفيلم العبقرى الراحل عبد الله غيث فى دور حمزة بن عبد المطلب عم النبى صلى الله عليه و سلم و الثانية إنجليزية و قام ببطولتها أنطونى كوين أحد أهم النجوم فى تاريخ السينما العالمية ، أما الثانى «عمر المختار» فقد صدر بأصل ناطق بالإنجليزية من بطولة كوين نفسه ، و تم دبلجتها إلى العربية ببطولة صوتية لغيث.


التجربة التى قدمها العقاد فى الفيلمين اللذين عرضا حول العالم بالانجليزية و بترجمات إلى عدة لغات أخرى، كان وراءها سعى المخرج إلى إيصال رسالته الشخصية فى الحياة عبر توضيح حقائق غائبة عن غير المسلمين والعرب حول العالم ، بينها ما يحركه هدف دينى من خلال عرض وتقديم قصة وتسلسل البعثة النبوية وكيف نشأ و انتشر الدين الإسلامى ليرد على مزاعم انتشار الدين بحد السيف ، وبينها ما يفضح جرائم الاستعمار ويكشف كيف قاوم العربى الليبى الاحتلال الإيطالى لبلاده وكيف عامل هذا الاحتلال الليبيين الباحثين عن الحرية بوحشية لا نظير لها .


العقاد المؤمن برسالته الفنية لم يوقفه شيء عن إيصالها فرغم فشله فى الحصول على موافقة شركات الانتاج الهوليودية لتمويل فيلم الرسالة لم ييأس وإنما حفزه هذا الرفض وراح بطموحه للأبعد فسعى للحصول على تمويل عربى من الحكومات وبعد فشل مع عدد من الدول تمكن من الحصول على تمويل لفيلمه من ليبيا و الكويت و المغرب فخرجت رائعته وتحفة السينما العربية «الرسالة» للوجود ، و بعدها انطلق فى مشروعه الثانى «المختار » و بتمويل ليبى ليعرف به العالم صفحات من تاريخ مجهول لمقاومة شعب رفض الاستعباد و حارب الاحتلال.


المكانة العظيمة للفيلمين طالما دفعتنى للتساؤل، لماذا ونحن أمام تجربة نجاح على المستويين الفنى والاقتصادى وما هو أهم من الأمرين بالنظر إلى أثرهما التنويرى عالمياً، لم يكررها أحد من صناع السينما ؟؟
أتصور أن المبدعين العرب يعوزهم الطموح الشخصى و الإيمان برسالة الفن .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة