الأربعاء، 07 يونيو 2023 - 07:31 م

حين قدمت الفنانة حنان مطاوع حكايتها الثانية بمسلسل وجوه فى العام الماضى والتى جاءت بعنوان «ميتافيرس» والذى تطرق للذكاء الاصطناعى ودارت أحداثه حول استغلال البعض للواقع الافتراضى للسيطرة على المقربين منهم، كان الموضوع جديداً على العامة، ليس الذكاء الاصطناعى الذى دخل حياتنا بقوة فى مختلف مجالات الحياة منذ عام 2018 وأفادها بالإيجاب ولكن أن يتحول إلى حياة افتراضية نعيشها عبر أجهزة صماء وأشخاص يعيشون معنا ويتحكمون بعقولنا وقدراتنا !

لقد تطورت قصص الخيال العلمى التى كنا نقرأها ونشاهدها منذ عدة عقود بالأفلام الأميريكية إلى حقيقة واستطاعت الحياة الافتراضية أن تتسلل إلينا ويحيا البعض بها وهوَ ما يثير الاندهاش، وهنا مكمن الخطر !

فمنذ أيام قليلة نقرأ عن سيدة أمريكية تصنع حبيباً بالمواصفات التى تتناسب معها عبر تطبيق بالإنترنت تحدثت معه بالساعات عاشت معه حالة من الرومانسية ثم عقدت قرانها عليه وتحيا معه حياة الأزواج !

  وهل يمكن للشخصيات الافتراضية عبر أجهزة صماء أن تكون قادرة على التفاعل فى مجال العلاقات الشخصية والعاطفية ؟!

هل انتهت هذه العلاقات بين البشر لنملأُها بعلاقات افتراضية ؟! وكيف يمكن أن نستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعى ونتجنب أضرارها ؟ لدينا أجيال قادمة ستكون أكثر شراسة فى التوحد مع هذه الأجهزة الصماء التى تحاكيهم وتبعدهم عن الواقع الفعلى ليعيشوا واقعاً افتراضياً يتحكم فى مصائرهم !

هل تتحكم هذه الآلات على البشر، وما مصير الأرض بعد هذا الغزو الافتراضى ؟ كيف يصنع الإنسان آلة أو برنامج إلكترونى ثم يجعله يتحكم فيه ويقود مستقبله ؟ ونظرة إلى وسيلة التواصل الاجتماعى الفيسبوك أو حتى جوجل نجدهما يتعرفان على طبائع وسلوكيات مستخدميهم ويتوقعان الأسئلة والإجابات عليها حتى قبل إتمام كتابة السؤال !

ويضعان لكل منا المواضيع والإعلانات التى تثير اهتماماتنا على صفحاتنا !

أسئلة كثيرة مازالت تُحيرنا كنا نحسبها من قبل حين يفكر فيها العلماء أنها أقوال مجانين ولكنها أصبحت واقعا يتحكم فينا، وكل ما أفكر فيه وأتمناه حالياً أن تعقد الندوات لأبنائنا من طلاب المدارس والجامعات أو تُخصص أجزاء من المناهج الدراسية ليس لدراسة الذكاء الاصطناعى فحسب بل للتنبيه أن يشكل جزءا كبيراً من حياتنا الافتراضية ! .