رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

فشل التعليم الإلكترونى

رفعت فياض

الجمعة، 16 يونيو 2023 - 10:24 م

تصريح مفاجئ وصادم لمن راهن على قدرة التقنية فى القضاء على الورق وكتب التعليم التقليدية أطلقته كل من وزيرة التربية السويدية لوتا إيدهولم، ووزيرة الثقافة باريسا ليليستراند والتى أعلنتا فيه خطة العودة إلى استعمال الورق والكتب الورقية بدلا من الشاشات الرقمية وبررتا هذا القرار بأن مستوى الطلاب فى السويد أصبح بالفعل ضعيفا فى مهارات القراءة والكتابة بسبب الاعتماد على أجهزة اللاب توب والأجهزة اللوحية كأداة تعليمية أساسية بدلا من الكتب والدفاتر الورقية، وقد ثبت بالفعل ضعف مهارات القراءة والكتابة للطلاب فى السويد، حيث أظهرت الأرقام تراجع مهارات الطلاب السويديين فى القراءة وكشفت عن خطورة ذلك على مستقبل الطلاب أنفسهم وعلى مستقبل السويد كدولة وأكدت الوزيرتان بحسب « المركز السويدى للمعلومات» أهمية القراءة والكتابة كأساس فى النظام التعليمى وفى المعرفة، وأشارتا إلى أن هناك سياسة حكومية جديدة لمواجهة هذه الأزمة من خلال العودة للكتب الورقية واستخدام الطلاب فى المدارس للدفاتر الورقية والأقلام، وكشفت وزير التربية تخصيص الحكومة السويدية 685 مليون كرون فى ميزانيتها لتأمين كتب تعليمية للطلاب ووضع حد لسياسة التحول الرقمى فى مدارس السويد واعتبرت أن الوسيلة الأفضل للتعليم هى عبر استعمال الكتب والورق والطرق التقليدية.

لذا أرجو من كل القائمين على العملية التعليمية فى مصر سواء بوزارة التربية والتعليم أو التعليم العالى أن يكون لدينا الجرأة فى مناقشة هذا الأمر ودراسة نتائجه على الطالب فى مصر فى كل مراحل التعليم، وأن يكون لدينا الشجاعة فى اتخاذ القرار المناسب فى هذه الشأن مثلما فعلت السويد، لأن الموضوع جد خطير، كما أن طبيعة الأجيال الحالية لا تهتم بالتعلم من خلال أجهزة اللاب توب والكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الإلكترونية والتى تستغلها فقط فى التسلية ومضيعة الوقت وعندما يتم  رفع أى كتب إلكترونية على منصات مدرسة أو كلية يقوم الطلاب بطباعتها ورقيا مرة أخرى لأنهم لم يتعودوا على استخدام أجهزة الحاسب فى الاستذكار أو المراجعة، وأصبح لدينا جيل غير قارئ وغير مطلع، وهذا هو الخطر بعينه.

لذا أرجو أن يقتنع الجميع بما قررته السويد بعد أن أصبح الواقع مرا فى مصر ولا يحتاج لدراسات واجتماعات ومؤتمرات والتى من خلالها تتميع الأمور، وأن نفكر فى العودة إلى الكتب المدرسية والجامعية لأنها الوسيلة الأفضل للتعليم وكذلك الحضور وجها لوجه بين الطالب والأستاذ، وليس التوسع فى مجال التعليم عن بعد الذى بسببه أصبت بصدمة بعدما قررت الدولة بشكل استثنائى هذا العام مساعدة أبنائها فى السودان وروسيا وأوكرانيا للتحويل للكليات المناظرة بالجامعات المصرية متجاوزة عن شرط المجموع فى الثانوية العامة نظرا لوجودهم فى مناطق خطرة، إلا أننى فوجئت بعشرات الحالات من الطلاب التى تحترف عملية النصب فى مثل هذه الأمور تدعى أنها كانت ملتحقة بكليات طب فى السودان وأنها كانت تدريس بنظام « أون لاين « وكانت على وشك السفر بعد ذلك للسودان وأن الحرب هى التى منعتها، وأنا لا أعرف كيف يتم تدريس الطب « أون لاين» فى أى مكان فى العالم ؟ لذا لابد أن نضع حدا للتحول الرقمى فى مدارس وجامعات مصر لا نتجاهله ولكن نطبقه تعليميا فى أضيق الحدود ونتوسع فى استخدامه بعد التخرج خاصة وأن أول رسالة للإسلام كانت هى القراءة والكتابة وجاء بالقرآن الكريم « اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم». 

اللهم بلغت اللهم فإشهد.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة