الأحد، 25 يونيو 2023 - 08:26 م

لم تعد «أحلام « المنتخبات الأفريقية الصغيرة محدودة فى عالم كرة القدم الساحرة المستديرة المثيرة ، التى لا تعترف بقواعد ولا قوانين عندما تترك نفسها فى مهب أقدام طائشة وأحلام مجنونة !!

بات لاعبو المنتخبات الأفريقية الصغيرة ، يحلمون وعيونهم مفتوحة وجريئة أكثر مما كانوا عليه فى الماضي ، تخلصوا من رهبة أسماء المنتخبات الكبيرة ذائعة الصيت والشهرة « الرنانة « ولم يعد يمثل لهم تاريخها أى إزعاج ، تبدلت الرهبة إلى بالجرأة ، حتى أنني شاهدت هنا فى كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة المقامة فى ضيافة الشقيقة المغرب ظاهرة جماعية تحدث لأول مرة تتمثل فى « أطماع جماعية « تخرج من منتخبات ربما لم تكن مذكورة على خارطة «كان الافريقي « تتوعد الكبار بكل جرأة ، وكانت مثل هذه الأمور تظهر من منتخب مغمور أو اثنين على أكثر تقدير فى المناسبات الكبري ، ولكن اللافت للنظر بالنسبة لى هى التهديدات الجماعية من الصغار للكبار ، وتشديدهم على أنهم جاءوا المغرب من أجل العودة باللقب ، مما جعل الأطماع فى إحراز الكأس جماعية من كل المنتخبات ، دون التقيد بأسماء كبيرة أو تاريخ كروي !

قناعاتي أن هذه الظاهرة لم تأت صدفة أو ضربة حظ ، والدليل أنه بنظرة إلى المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات» كان الأوليمبي « تجد أسماء كبيرة وعريقة خرجت لمصلحة منتخبات مغمورة ، فلا يوجد ضمن المشاركين عمالقة القارة مثل : السنغال وكوت ديفوار والكاميرون ونيجيريا والجزائر وتونس وجنوب أفريقيا وبوركينافاسو ، كل هؤلاء الكبار تراجعوا فى التصفيات ومنحوا مقاعدهم لمنتخبات صغيرة ولن اكون مبالغا إذا قولت تركوها لمنتخبات مغمورة مقارنة بالتاريخ الكروي الكبير لاباطرة الكرة فى القارة السمراء !

كما أنك إذا نظرت للمنتخبات المتواجدة تري لأول مرة يشارك 3 منتخبات فى البطولة المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 منذ أن صارت بطولة قارية مجمعة فى عام 2011 و هى منتخبات : النيجر وغينيا والكونغو برازافيل ! المنتخبات الصغيرة التى صارت تمتلك عيون كبيرة وجريئة، وطموحات بلا سقف ، من حقها أن تدافع عن أحلامها المشروعة خاصة وأنها أطاحت بالكبار عن جدارة فى المواجهات المباشرة ، كما أنها تضم فى صفوفها كوكبة من اللاعبين المحترفين بالدوريات الكبري وهنا « مربط الفرس « ، أن كرة القدم الآن ومن قبل أيضا ؛ تقاس بمقياس الاحتراف ، وكلما زاد عدد المحترفين كلما ارتقت وتطورت كرة القدم فى البلاد ، الاحتراف وما يحمله المحترفون من تجارب وخبرات هو أقصر الطرق نحو الوصول إلى قمة المجد الكروي !!
كل الاحترام والتقدير للذين يكافحون و يجتهدون ولا ييأسون من محاولات التفتيش عن أحلامهم مهما كانت العقبات والعثرات !