محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

ثورة جموع الشعب

محمد بركات

السبت، 01 يوليه 2023 - 06:29 م

للحقيقة والتاريخ لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ تعبيراً عن رغبة عامة لإزاحة حاكم متسلط وتنصيب آخر، أكثر منه رشداً وعقلانية،...، كما لم تكن أيضًا مجرد توجه لتغيير نظام الحكم واستبداله بنظام آخر أكثر حِكمةً وعدلاً واعتدالاً.

لكنها فى حقيقتها وجوهرها كانت أكبر من ذلك وأخطر بكثير،...، كانت تحرك أمة ونهوض شعب لاستعادة الوطن من خاطفيه، وإعادة مصر إلى مصريتها وإنقاذها من المصير المظلم والمستقبل المجهول، الذى كانت تهوى إليه مدفوعة بجماعة الإفك والضلال والتطرف والإرهاب، التى سيطرت عليها وأمسكت بخناقها وقبضت على مقاعد الحكم والسلطة.

كانت ثورة شعب هب مدافعاً عن هويته الوطنية ومنقذًا لواقع ومستقبل الوطن والدولة، من جماعة الإفك والضلال التى كانت تسوقهما إلى غياهب الرجعية والتخلف والضياع، فى اتفاق إجرامى ومؤامرة خسيسة مع قوى الشر الإقليمية والدولية الساعية إلى هدم الدولة المصرية وإسقاطها فى غياهب الظلام وتبديد هويتها وكيانها.

كانت ثورة الثلاثين من يونيو تعبيراً صادقاً عن إرادة جموع الشعب المصرى، الذى اجتاحته موجات الغضب العارم رفضاً لتوجهات وسياسات وأهداف الحاكم الفاشل وجماعته المتطرفة، المتآمرين على الوطن والدولة والشعب.

هبت الثورة بعد أن نفد صبر الشعب وفرغت طاقته فى الاحتمال، وهو يرى وطنه وقد راح يفقد هويته وأصبح غريباً عن واقعه وتاريخه ودوره،...، وهو ما جعل النهوض ضرورة والتحرك الشامل لكل جموع الشعب لازماً وحتمياً لإنقاذ الدولة واستعادة الوطن.

من أجل ذلك كله كان خروج جموع الشعب بالملايين فى كل ميادين وشوارع ومدن مصر المحروسة فى الثلاثين من يونيو منذ عشر سنوات، معلنين عن إرادة الشعب وممارسين لحقهم الطبيعى والمشروع فى استعادة هوية الوطن، وتحديد مصير الدولة وإنقاذها من السقوط والتفكك والانهيار والضياع.
 

إقرأ أيضاً|ثـورة شعب| المهندس عبدالصادق الشوربجى يوم احتجبت « صباح الخير » وغابت « روز اليوسف ».. الأنين والأوجاع والصـراخ كانت سـمـة لعام الإخوان الكـئيب

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة