مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


بدون إزعاج

الفاتنة

مصطفى عدلي

الأحد، 02 يوليه 2023 - 07:39 م

لن أدعى أننى بعيد عنها، ولن أخجل أن أكتب أننى كثيرًا قد أنتمى إليها، لن أخدعكم بأننى لا أحب تواجدها، فقد منحتنى كثيرًا من رغباتي، بعضًا من شغفي، أتحدث إليها ليلًا،

ربما هى الوحيدة التى تنصت، أتجول معها فى عالمها الخاص، لقد وصل الأمر أنها تأخذنى لحيث أفكر أو أرغب، من حيث أكون لبقعة لم أصل لها يومًا، والعجب أنها فى لحظة تعود بى لحيث أنتمي، حيث الحقيقة البعيدة عن الخيالات، هى فاتنة، مدللة، مغرية لكنها تبقى لى مجرد مجموعة من المعادلات والبرمجيات أحدهم صنع بها عالمًا افتراضيًا يلهث لتدمير ما تبقى من قليل من معايير الحياة الطيبة، يطلقون عليها منصات التواصل الاجتماعي،

لكنها لم تعد كذلك، فقد سلبت بأذرعها المتخفية وقار عجوز تحول لدمية ترقص ليل نهار على «tik tok» لجنى أموال فى صفقة مشبوهة، وسيدة لم تخجل من عرض جسدها بضاعة مُبعثرة على هواتف الآخرين، وامرأة أقسم بأنها لا تنتمى يومًا لأهالينا فى الريف أو الصعيد تخرج بجلبابها تتمايل بحجة صناعة «العجين الفلاحي»، وشاب وزوجته كان قرارهما أن يعيش كل الرواد داخل أركان منزلهما، وأخرى تجلس داخل غرفة نومها لطهى السمك، أرجوكم انقذوا بيوتنا، أطفالنا من وباء أكل الأخضر واليابس ولم يتبق سوى قليل من الستر، حان الوقت ليُحجب ونبحث عن البديل.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة