ميادة المعتز شاكر
ميادة المعتز شاكر


كل يوم

اللا منطق

الأخبار

الأربعاء، 05 يوليه 2023 - 07:38 م

أكثر ما يخيب ظنى عندما أقيم مناقشة مع شخص ما، هو اللا منطق فى الحديث. فأنا شخص أحب أن اتناقش بالنقاط وأوضح الأسباب والظروف والنتائج. وأضع الكثير من طاقتى فى المناقشه أيا كان عنوانها. لذلك يخيب ظنى كثيراً عندما أفند نقاطى و أوضح وجهات نظرى وأنبح صوتى لأجد الطرف الثانى فى الحوار يرد على نقاط لا تمت بصلة للحديث بل ويجادل فى نقاط اتفقت عليها معه بالفعل..!! فماذا أنتم فاعلون؟؟؟..

اللا منطق أصبحت فى كل شيء وكل مكان، وتتجلى فى أبشع صورها على مواقع التواصل الاجتماعى حيث أغلب الحوارات والأحاديث تتناول أولا مواضيع تافهة لا تخصنا بالمرة وثانيا ننصب أنفسنا فيها حكام وقضاة على أشخاص لم نر من حياتهم سوى لقطه.

هل تسمح لك لقطة كاميرا أو فيديو أن تحكم على شخصية إنسان لا تعرفه و تنصب نفسك مصلحاً اجتماعياً يعلق على حياة هذا الشخص؟ هل تعلم ما مر به هذا الشخص فى حياته وما تعرض له ونوعية الخبرات التى اكتسبها او لم يكتسبها؟؟..

فى الأغلب الشخص الذى يصدر التعليقات والأحكام يكون قد استنتج حقائق عن حياة صاحب اللقطة ونسج فى خياله قصة حياته وقنع بما توصل له من نتائج ثم أصدر حكمه وهو مطمئن وراض.. وهذا هو قمة اللا منطق.

ولكن بالطبع بعض الأشخاص على السوشيال ميديا لا يعتبرون تعليقهم او رأيهم حكما ولا يعبأون بتأثيره فيلقون به دون اهتمام او تفكير.

وكنت فى وقت مضى أفشل فى مقاومة استفزاز بعض البوستات والتعليقات فكنت أرد عليها وأتناقش وأتجادل ولكن من مميزات النضوج أن الإنسان يعرض عن ما يسبب له التوتر طالما أمر لا يمسنى شخصيا ولا يعنينى فهنيئا لكم بأفكاركم وأحكامكم المسبقة.

فلقد أصبحت قبل ان أهم بالرد على خبر أو تعليق ما، أذكر نفسى أن ربما الشخص فى الجهه المقابله من الشاشه لا يملك من العقل والمنطق والسن ما يؤهله للمناقشه أساسا فأتراجع فورا.. الأزمه أن اللا منطق تحاوطنا فى كل مكان. لذا فى عملى كلما حاولت أن أفهم المغزى من أى قرار فوجئت بلامنطقية فى الرد فآثرت الصمت حتى لا أدخل فى مناقسة عبثيه لا تؤتى بأى ثمار. فقط: اربط الحمار أينما يريد صاحبه. ولا تبالى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة