صلاح البسيونى
صلاح البسيونى


«فردة الشبشب الأزرق» قصة قصيرة للكاتب الدكتور صلاح البسيوني

صفوت ناصف

الخميس، 06 يوليه 2023 - 11:25 ص

استيقظ من نومه وهو يردد.. اللهم اجعله خير.. خير يا رب.. نظر حوله.. الظلام يحتوى المكان.. لا يرى أصابعه.. يستجمع ذاكرته.. يتحسس ما حوله ليتأكد أنه في شقته.

 ينهض بحذر .. يتحسس موقع قدميه ثم يخطو إلى الأمام قليلا .. أصابعه تعبث بالحائط تفتش عن زر النور .. يسطع المكان فجأة.. يفرك عينيه بأصابعه ثم يفتحهما، يلتفت حوله باحثا عن "شبشب" ليدس قدميه فيه ولكنه يشعر بشيء غريب.. ينظر إلى الشبشب ليتبين  الأمر؟ فردة زرقاء والأخرى خضراء.. يدرك الأمر فالزرقاء تخص زوجته ولذلك فهي صغيرة على قدمه.

يتنهد متحركا لمغادرة الغرفة وهو يجر فردة الشبشب الزرقاء بأطراف أصابع القدم اليسرى . يتعثر في حرف السجادة ويكاد أن يسقط .. يستند بمرفقه على مسند الكرسي العتيق .. يبحث عن فردة الشبشب الزرقاء التي اختفت أسفل السجادة .. يدس قدمه فيها .. يجر قدمه ثم يضغط زر نور الصالة فيسطع .. يتفحص المكان ويتنهد في تحركه إلى الأمام .. وهو ينقل قدمه اليسرى في حذر ليضئ نور الممر الصغير ويتبعه بنور المطبخ .. يستوقفه المنظر فيتفحصه وكأنه يراه لأول مرة .. الحوض ممتلئ بالأكواب والأطباق وبراد الشاي .. منظر لم يألفه .. فقد عهدها لا تترك الأشياء هكذا تتراكم دون غسيل .. حتى غسيل الملابس يوميا.

النشاط طبعها .. تستيقظ قبل الجميع لتنهي أعمالها قبل أن يستيقظ أحدا، يستدير ليدخل الحمام .. يضغط على زر النور .. يخطو بقدمه اليمنى مرتفعا بها عن ذلك الحجر الرخامي المانع لتسرب المياه خارج الحمام .. يتبعها بالقدم اليسرى بعد أن تتشبث أصابعه بفردة الشبشب الزرقاء حتى لا تفلت من قدمه.

تتحرك قدمه اليمنى إلى الأمام بسرعة غريبة .. يحاول أن يتماسك .. يستند إلى الحائط السيراميك ويهوي على الأرض بصوت اصطدام وآهة مكتومة وألم قاس في ذراعه ورأسه ومفصل قدمه اليمنى.

يستجمع أشلاءه وينظر حوله وهو ملقى على الأرض والدماء تنزف من جرح أعلى الجبهة .. وبقعة من الدماء على سيراميك الحائط .. نادى زوجته وأولاده .. لا أحد يجيب .. يتذكر ما حدث في الصباح من مغادرتهم المنزل بعد مشادة مع زوجته .. انتهت بأن جمعت حقيبتها وأخذت الأولاد وتركت المنزل راحلة إلى أسرتها .. حتى لحظة سقوطه بالحمام.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة