الجمعة، 07 يوليه 2023 - 06:50 م

 فى أدبيات التعامل بين الناس تبدو عبارة «العقد شريعة المتعاقدين» واضحة وكافية لتحديد شكل العلاقة ومسارها، ولكن هذا لايحدث دائما فى واقع الحياة، ومايحدث فى أحد المشروعات المهمة التى بدأتها وزارة الإسكان منذ عام ٢٠١٤ هو أحد أمثلة هذا النوع من العلاقات التى لا تحترم الاتفاقات.

فقد بدأت فكرة إنشاء إسكان مناسب لأصحاب الدخل المتوسط تحت اسم «دار مصر» كفكرة براقة رحب بها الجميع لتلبية إحتياجات شرائح كبيره ومهمة فى المجتمع لايسمح دخلها بالحصول على مسكن بأسعار القطاع الخاص، ولا تنطبق عليها شروط الإسكان الإجتماعى الذى تدعمه الدولة، وفتح هذا المشروع أبواب الأمل أمام عشرات الآلاف من الباحثين عن شقة بأسعار تناسب دخولهم، بدأ التخطيط لإنشاء ٢٥٠ الف وحدة سكنية فى المدن الجديدة بمواصفات وتشطيب متميز، وطرحت المرحلة الأولى فى نهاية عام ٢٠١٤، وكان يفترض أن يتم بدء التسليم للحاجزين بعد عام ونصف، طبقا لتصريحات المسئولين، ولكن هذا لم يحدث لتأخر تنفيذ المشروع، وبدأ تسليم الوحدات تدريجياً منذ عام ٢٠١٧ ومازال مستمراً حتى الآن للمراحل التالية، وبدأت الحياه مع توافد السكان، وبدء ظهور مشكلات عديدة اختلفت بين مدينة وأخرى، فقد كانت بعض المدن سعيدة الحظ بتنفيذ المشروع بها بدرجة كبيرة من الإتقان وتوفر الخدمات، بينما كانت مدن أخرى سيئة الحظ منها مدينة القاهرة الجديدة التى عانى مئات السكان بها، رغم تميز موقعها، من مشكلات عديدة فى مياه الشرب والنظافة وصيانة الطرق وسوء تشطيب الوحدات السكنية من بعض شركات المقاولات المشاركة فى تنفيذ المشروع، ولجأ بعضهم لإرسال شكاوى لجهاز المدينة وهيئة المجتمعات العمرانية ومجلس الوزراء وتلقوا وعودا بحل المشكلات وخاصة مشكلة إنقطاع المياه المستمرة، والكسر المتكرر فى مواسير المياه، وهى مشكلة تجعل حياتهم شديدة الصعوبة خاصة فى الصيف والمناسبات والأعياد، ومازلت أتلقى يومياً عشرات الشكاوى لعل أطرفها رسالة مقتضبة يقول صاحبها «عطشان ياصبايا دلونى على السبيل» ويرجونى أن أعرف من المسئولين متى تنتهى هذه المشكلة المزمنة نهائيا، وبدورى أوجه الرسالة لوزارة الإسكان لعلها تدله على السبيل.