التاريخ السرى لجماعة الإخوان
التاريخ السرى لجماعة الإخوان


أسرار «التنظيم السرى» للجماعة الإرهابية

الإخوان المجرمون.. والحشاشون الملهمون

الأخبار- د.محمود عطية

الأحد، 09 يوليه 2023 - 08:50 م

وليس أعلم ممن خاض التجربة، ووعى الدرس وباح بما عاشه وخبره.. و»على عشماوى» كان شاهدًا وفاعلًا، ومسئولًا يوما ما عن هذا الجهاز السرى للإخوان، وقد سجل اعترافاته حول عضويته فـى الجماعـة، كما سجل كيف جرى تجنيده فى الجهاز السرى أى التنظيم الخاص، على حلقـات جرى نشرها فى «المصور»، منذ ثلاثين عامًا، ثم جمعت فى كتاب صدر عـن «دار الهلال»، عام 1993 تحت عنوان «التاريخ السرى لجماعة الإخوان»، ونفدت طبعات الكتاب فى حينه.. ونعيد نشر بعضها لما لها من أهمية لفهم كيفية تكوين ذلك الجهاز الدموى السرى وخفاياه.


   رددت الجماعة: «لا رابطة أقوى من العقيدة ولا عقيدة أقوى مـن الإسـلام» فيقول «عشماوى»: هـذه الصيحة كانت كلمة حق أريد بها باطل، فقد كانت النداء الـذى سـيطر بـه الإخوان على شباب هذه الأمة، ثم قاموا بغسل أدمغـتهم، والـسيطرة علـيهم يوجهونهم إلى أى اتجاه يريدون، ومن هذا النداء انبثقت وسـائل الـسيطرة، وهـى البيعـة، والـسمع والطاعة، ذلك أن الشباب حين يدخل إلى الجامعة لابد أن تكـون لـه بيعـة، والبيعة مع مجموعات النظام الخاص، وهو الجهاز السرى للجماعة باستعمال المصحف والمسدس. أما «إخوان الأسر» فهو النظام المعمول به لـربط الإخـوان تنظيمـيًا فيكون باستعمال المصحف فقط، ولكن علامَ يبايع الأفراد؟! .. إنه شيء مهـم يحكم سلوكهم، إنهم يبايعون على السمع والطاعة، وهذا هو مفـتاح السيطرة والتحكم فى الأفراد، ويقولون إن النظام الخاص قد انتهى، ولكن الواقع أنه الآن موجـود، فقد سيطر إخوان النظام الخاص على الجماعة، والقيادات أغلبهم مـن هـذا النظام، ولقد نصبوا أفراد النظام فى القيادة بجميع مناطق العمل فـى مـصر، لأنهم يرون أن هؤلاء هم الأقدر على الحركة فى الظروف الاستثنائية.


وعن بداية تكوين التنظيم يقول «عشماوى»: «لقد درس الإخوان جميع التنظيمات العالمية حين حاولوا بناء النظـام الخاص، وقد تأثروا جدًا بالفكر الباطنى فى التاريخ الإسلامي، حيـث كانـت التنظيمات العباسية والعلوية والشيعية وما صاحبها من فــرق سـرية، مصدرًا أساسيًا جرى الرجوع إليه، ودراسته والاستنارة بالأفكار الحركية فى كل تنظيم على حدة، وكانت هناك وقفة شديدة أمـام فرقـة «الحـشاشين» أتبـاع آليات السمع والطاعة، وكيف كان الأفراد يسمعون ويطيعون حتى لو طلـب  الصبَّاح منهم قتل أنفسهم، وكان الانبهار من وصولهم إلى حد الإعجاز فـى تنفيـذ آليات السمع والطاعة، أما الحركات العالمية الأخرى سواء كانت حركات إجرامية أو حركة سياسية مثل المافيا العالمية والتنظيمات الفرنسية، وأخيراً التنظيمات الصهيونية العالمية بما لها من قوة وانـضباط، واتـصالات بجميـع القـوى السياسية، ومعرفة إخضاع الخصوم والسيطرة عليهم أو تصفيتهم. ولقد كان لسيد قطب تعليق على ذلـك، أى أنَّ أى تنظـيم يطبـع أفراده بصفته، أى أن التنظيم لو كان إجرامياً خرج الأفراد مجـرمين، وإذا كان صهيونياً خرج الأفراد معجبين بالصهيونية.. ثم يقول صاحب الكتاب: «بدأت أراجع جميع أعمال الإخوان التى كانوا يعتبرونها أمجادًا لهـم بعد معرفتى بعلاقات العمالة والتبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية، والتى أكدها لى سيد قطب مـن أن عبـدالرحمن السندى ود. محمد خميس الذى كان وكيلا للجمعية فى عهـد حسن الهضيبى، وأن أحد أصحاب المطابع الكبرى الذى كـان أحـد قادة الإخوان كان عميلاً للمخابرات الإنجليزية، وتأكدت أن جميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان فى تاريخهم قد جرى  تفريغها من نتائجها، فمثلاً حرب فلسطين التى يفخر بها الإخوان باستمرار، فإنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جداً فيهـا، ثـم صدرت من الشيخ محمد فرغلى الأوامر بعدم الدخول فى معارك بحجـة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، ولكن هذا كان مبرره فى الأساس لحمايـة اليهود من إحدى القوى الخطيرة إذا استعملت، وجرى تنفيـذ الأوامـر، وظـل الإخوان فى معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين...!.. ويواصل «العشماوى» بوحه الخطير فيقول: «أما تجربتى الشخصية التى سمعتها مباشرة من صاحب الشأن، وهو أننى التقيت فى عنبر بالسجن الحربى بالدكتور م .ع .ف «رئيس مكتـب إدارى إحدى المحافظات الكبرى فى مصر ـ بكل ما فيها، قال إنه كان فى نهايـة الأسبوع دائمًا يذهب بصحبة زوجته والتى وصفها بأنها كانت من أجمل نساء الأرض، كان يذهب كل أسبوع إلى الإسماعيلية حيث يـسهر مـع الـضباط الإنجليز هو وزوجته، ويقضون الليل فى الرقص ولعب «البريدج»، وكان يقول إن الشيء الذى يتعب شباب الإخوان هو تفكيرهم الدائم فى الجهاد، وكان مـن السهل قيادتهم حين تحدثهم فى هذا الأمر. هكذا نرى الضرر الفادح الذى يلحق الساذجين الذين ينتمون إلى مثل تلك التنظيمات، فهم مخلصون، وقادتهم عملاء يتصرفون فيهم بلا أمـان ولا رقابة، ودون أية تقوى من الله الذى يبايعون الأفراد على طاعتـه، والالتـزام بأمره، فيطيع الأفراد، ويضل القادة، ويستعملون الأفراد فى غير طاعـة ولا خوف من االله، وحين يتصادف ويواجههم رجل واع يريد أن يناقش وأن يفهم مـن مثل ما فعل السكرى ومن بعده مصطفى مؤمن فيكـون مصيرهم الفصل من الجماعة.
 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة