الجمعة، 14 يوليه 2023 - 07:15 م

■ بقلم: محمد الحداد

هل الحقيقة والواقع ضحايا ضيق الافق وضيق الرؤية بل واحيانا انعدامها ؟
هل أدركنا بالأمس واليوم وهل ندرك غدا كم يفقد الإنسان حينما يفقد الأحلام ؟
هل العالم ضيق صغير تافه بحيث لا يتسع لاحلامنا ؟
هل الخيال والأحلام تطير بالانسان الى أبعد الحدود؟ 

الحقيقـة الكبرى لن تحدها نظرة جيل بأكمله .. والواقع الأصيل لن يصوره إدراك فـرد .. بل يصنعه إدراك شعب واع  وناضج ومثقف ومتعلم ولديه الخبرات الحضارية التى تجعله يسطر تاريخ العالم.

الحقيقة مصر والحلم مصر. الحقيقـة أعلى بكثير وأكبر بكثير من كل مايتصوره فرد أو جيل
الواقع أعمـق بكثيـر وأفسح بكثير وأكبر بكثير مما تحده الأبصار والحواس المحدودة.

إن مايسميه الإنسان بالواقع والحقيقـة ما هو إلا طرف صغير ضئيل من الواقع ومن الحقيقة لـن يـستطيع الانسان إدراك ماهو أكثر وأكبر مادام يثق فى حواسه المحدودة القاصرة هذه الثقة العمياء .. فما أشقى الإنسان الذى لايملك من هذا العالم إلا ما يراه بعينه.

من اعتاد العيش فى الأحلام المضـيئة والخيال المطلق والعوالم الفسيحة لا يستطيع أن يقص أجنحته ويسكن فى عالم لا يمت الى الحقيقة والواقع 
الوجدان مصر والخيال مصر والأحلام مصر. 

مصر هى الأشعة السحرية التى تكشف الآفاق وتنير للإنسانية فتكتب على ضـوئها ما لا تدركه عقولها وما لا تصل اليه بخطواتها  التزود بالتمعن والنظر والتأنى والتؤدة باللمحة والنظرة الثاقبة يهـدف فى شوق الى الحقيقة والخلود.
مصر هى الصباح الذى يبدد الأحلام
مصر هى الضجة التى تفزع الأطياف
مصر هى موعدنا هى مشرق المستقبل
مصر هى موعدنا فى الليـل الهادئ

مصر هى الشعاع حين يضرب الظلام على العين والنظر فتتفتح البـصيرة، ويـسبح الخيـال، وحيث تتوارى الضجة وتخفت الحركة، فتدب الأطياف وتسرى الأحلام.
مصر هى إطلالة القمر المتألق من النافذة فى أول الأمر
مصر هى قمر المستقبل الذى يلاطف ويؤانس ويستدرج الحديث المحبب الى الروح.
مصر هى حديث الروح الذى يسرى فى أبدان العالم وأوردته المتعطشة بشبق ونهم الى الانسانية.
فمصر هى الانسانية وهى عبقرية الزمان وعبقرية المكان.
ومصر هى عبقرية الجغرافيا والتاريخ.