أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

ضجيج العالم وطحينه

أخبار اليوم

الجمعة، 21 يوليه 2023 - 08:50 م

من يتابع اجتماعات قمم العالم الغربى، يشعر وكأن قادتهم يتمزقون خوفا على أطفال العالم الفقير، من سوء التغذية. ويتباكون على نحافة أجسادهم. ويستغرقون فى الحديث عن حتمية تغيير النظام العالمى، وجعله أكثر عدلا.

وما يستوجبه ذلك من إيجاد حل لأزمة الديون، التى تثقل شعوب العالم الجنوبى، وتُحرم أطفاله من متطلبات التعليم والصحة. تكرر ذلك فى اجتماعات باريس فى قمة ميثاق التمويل الدولى . وبعدها فى اجتماعات وزراء مالية محموعة العشرين بالهند.

ولكن كل هذا الضجيج لم يتمخض إلا عن وعود بتقديم مزيد من القروض للدول المتضررة من الطوارىء المناخية. وتخفيف الديون عن زامبيا. وبينما تم إسقاط جانب من ديونها، بقى جزء مُعتبر، رفض المقرضون من البنوك والشركات الخاصة إسقاطه.

والآن وبعد أن ترأست مصر اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقى (النيباد)، وبادرت فى اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقى فى نيروبى منذ أيام، بطرح أولويات عمل اللجنة، ومن ضمنها ايجاد حلول فعالة لأزمة الديون الإفريقية.

حان وقت تحويل الضجيج العالمى إلى طحين فى منطقتنا، التى تعانى من عبء خدمة الديون.

وربما أتى الوقت للاستعانة بالمراكز والمؤسسات البحثية، والباحثين فى الجامعات، الذين يراكمون مُخرجات علمية لم تر النور، حول أزمة المديونية. إلى جانب الاستفادة من الحملات الدولية المطالبة بإسقاط الديون عن الدول الفقيرة، التى للغرابة تأتى معظمها من المجتمع المدنى داخل الدول الغربية، وتغيب عنها حملات مناظرة داخل منطقتنا.

ومؤخرا أصدر المركز المصرى للبحوث الاقتصادية بحثا فى غاية الأهمية حول فرص هيكلة الدين المصرى، مؤكدا أنه مازال فى الحدود الآمنة بمعايير صندوق النقد.

إلا أنه يرى أنه من الأهمية بمكان، الالتجاء إلى إعادة هيكلة استباقية للدين. تبدأ بالتفاوض مع صندوق النقد،بحيث تشتمل على تخفيض قيمة الدين بنسبة لاتقل عن 20%، وليس مجرد تمديد آجال السداد، أو تخفيض الفائدة. ومن جانب آخر التفاوض لتجديد الودائع الخليجية.

الحقيقة هناك الكثير من الاجتهادات البحثية التى من الممكن أن تحول ضجيج العالم إلى طحين داخل بيوتنا وموائدنا.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة