الأحد، 23 يوليه 2023 - 08:08 م

الأسبوع الماضى ضجت وسائل الإعلام العالمية بأنباء وتحليلات عن بيان قصير أصدره المتحدث الرسمى باسم البنتاجون الأمريكى مفاده أن وزير الدفاع لويد أوستن ، أمر بنشر طائرات مقاتلة من طرازى إف 35 وإف 16 إضافة إلى البارجة الحربية يو إس إس توماس هودنر بمنطقة الشرق الأوسط وذلك ردًا على ما وصفه البيان بالأنشطة الإيرانية فى مضيق هرمز وذلك دونما تحديد للقواعد التى ستتوجه إليها الطائرات و لا وجهة تموضع البارجة المذكورة .

ذهب سيل التحليلات التى بثتها وسائل الإعلام الأمريكية و التابعة لها بالمنطقة إلى أن عملية نشر القوة المسلحة تلك يؤشر إلى احتمالية قيام الولايات المتحدة بعمل عسكرى خاطف ضد الجمهورية الإيرانية فيما ذكرت بعض التقارير أن أمريكا متحالفة مع الكيان الصهيونى ربما تشنان عملية وصفتها التقارير بالاستئصالية الإجهاضية ضد أهداف نووية ومواقع لانتاج الصواريخ فى إيران التى يتعاظم نفوذها العسكرى و السياسى فى المنطقة يوماً بعد يوم.

 التحليلات والتقارير التى كثف نشرها ليست واقعياً أكثر من طنطنة فارغة وعلى ما يبدو وراءها أسباب داخلية خاصة بالأزمة التى تعيشها إدارة الرئيس بايدن جراء تصاعد المعارضة لدعمها غير المحدود لأوكرانيا فى حربها مع روسيا سيما و قد جاوز الدعم الاقتصادى لنظام زيلينسكى أكثر من 70 مليار دولار يرى الأغلبية من الأمريكيين أنها توجهت لما لا شأن لهم به والأكثر أنها زادت من الضغوط على اقتصاد بلادهم وعلى النشاط الاقتصادى العالمى وبغير جدوى واضحة ، إذ تفيد كل المعطيات بأن أمريكا ليست بحاجة للدفع ببارجة واحدة وحفنة من الطائرات المقاتلة لشن عدوان على إيران ذلك أن لديها بالفعل عشرات البوارج والقطع البحرية الأخرى بما فيها حاملات الطائرات ترابض فى قواعد الأسطول الخامس بمياه الخليج العربى فى البحرين و فى قواعد الأسطول السادس فى مياه المتوسط بنابولى الإيطالية هذا غير مئات المقاتلات والقاذفات الجوية فى قواعدها بقطر وتركيا وهو ما تنتفى معه الحاجة إلى أى دعم تسليحى مركزى . عموما علينا فقط أن نجلس ونشاهد تمثيليات الخيال الجامح الأمريكية.