إيمان حجازي
إيمان حجازي


«رقصة الحياة» قصة قصيرة - إيمان حجازي

صفوت ناصف

الثلاثاء، 25 يوليه 2023 - 10:41 ص

حين وصلتني دعوة العشاء، لم أرد الذهاب، ذهبت متأخرة بالفعل، وبينما ألقى التحية فوجئت بوجوده، لم أكن أعلم أنه يعرف أصدقائي، هو هذا الخيال الذي يسكن الروح ولا مهرب منه، هو الكيان الذى لا ملجأ من قلبه إلا نفسه، حب لا يعلم عنه، أو ربما يعلم ويكتم، أقرأ فى عينيه إجابات ﻷسئلة تحيرني، لم تتحول لكلام يقال ويسمع، صديقنا الأكبر سنًّا صاح: هيا للرقص، فتشكلت ثنائيات... وبقيت أنا وهو.

تجاهلت نظراته، أدير وجهى يمينا ويسارا وكأنى أتفقد المكان، تحاشيت ابتسامته الساحرة والتي أعلم أن فيها هلاكي، وتجاهلت إدراكه لارتباكي.

بعد قليل جاءنا الصديق الكبير متسائلاً: "هو احنا مش عرفناكم على بعض"؟!

هو لا يعرف أننا نعرف بعضنا من قبل: "هيا للرقص .... ووجه كلامه لي:

Enjoy your self, it’s just a time

وقف أمامي ومد يده .... وقرع قلبي فكان أعلى من صوت الموسيقى، وعلى البيست تاهت خطواتي وضاعت بوصلتي، أمسك يدى فاستسلمت للموسيقى. كل دوران كان يقرب بيننا كانت معالمي تضيع، يتلاشى جبروتي، تضمحل مقاومتي. حوار سري يحتلني لا يدرى به غيرى، أسيرة يا أنا لهذا الكيان الإنساني، عاشقة يا أنا لعسل تلك العيون، صريعة يا أنا لأمواج هذا الصدر الرحيب بأنفاسه المتلاحقة، غريقة أنا في بحر غرامك أيها المارد. وكأنه يسمعني، فبسط يدى الأخرى على قلبه، وأحاطني بكلتا يديه، قربني منه أكثر، فلم أعترض، رفعت عيني، لأول مرة، نظرت إليه، سكنت عيناي عينيه، وعندما أسدلت جفون الخجل، أحتضن صورة وجهه وابتسامته، مال على جبيني بقبلة دافئة، أذاب بشفاهه تلج البعد والمسافات، فملأت صدري بعبيره. ولم أدر بنفسي إلا ورأسي على صدره، سمعت دقات ذلك القابع بالركن الجميل وخيل إلىَّ أنه يعزف لي أنشودة حب باسمي بحبى بقربى. وعندما انتهت الموسيقى، قبل أناملى وهو ينظر فى عيني، فقد كانت رقصتنا...... رقصة الحياة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة