الخميس، 03 أغسطس 2023 - 10:26 م

ظهرت نتيجة الثانوية العامة وسعد من سعد، وحزن من حزن بنتيجتها، والحقيقة أن الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم قبل وإثناء الإمتحانات وبعد ظهور النتيجة لم يكن مزعجا للناس، ولأول مرة منذ سنوات تأتي إمتحانات ونتيجة الثانوية العامة دون حدوث قلق أو توتر سواء لأبنائنا أو لأولياء الأمور، ولم تحدث تجاوزات من التلاميذ أو القائمين على الإمتحانات مثلما كان يحدث في السنوات القليلة الماضية، وهو نجاح للوزارة والتلاميذ وأولياء الأمور معا.

لم نعد نسمع عن غش جماعي ولجان خاصة لناس خاصة مثلما كان يحدث من قبل ..كل ذلك أنتهي هذا العام  .أنتهي وأصبح تاريخ . . تاريخ في عهد الدكتور رضا حجازي ..الرجل الذي أغلق  على نفسه الباب ومثلما نصح التلاميذ بأن كل تلميذ ينظر في ورقته دون ورقة غيره ..هو نفسه فعل ذلك في وزارته ..أغلق كل الأبواب على نفسه ونظر من نافذة وزارته فقط وحجم كل معاونيه وقلل من الكلام والتصريحات العنترية التي كانت تخلق التوتر وتصدره لأولياء الأمور ومنه للتلاميذ ..من الٱخر كان الجو بيتكهرب قبل وأثناء وبعد الإمتحانات وحتى ظهور النتيجة ..في الإمتحانات لم نر أغماءات,  ولكن سمعنا زغاريد ..ورأينا تعقل وإتزان والقبول بما جاء في الأسئلة وبما جاء في النتيجة النهائية والتي كانت مقنعة ومرضية من غالبية أولياء الأمور،  ولم نر وتقريبا لن نري طالبة الصفر مجددا ..

مقالة أكتبها وأطلب من أولياء الأمور والتلاميذ قراءتها جيدا لأن أشعر بما يشعر به أولياء الأمور سواء من حصل ابنائهم على درجات عالية أم درجات أقل .. فالأمر لا يتوقف على ظهور النتيجة ولا على المجموع الذي حصل عليه الطالب أو الطالبة فقط،  بل أن الأهمية تأتي  في المرحلة التالية والتي تتمثل في إختيار الكليات من قبل التلاميذ وأولياء الأمور معا ..ودائما لدي قناعة بأنه غير صحيح ما يقال عن وجود كليات قمة وأخرى في حدود الدنيا لقياس معايير النجاح في المستقبل ..ولكن رغبة الطالب هي مقياس نجاحه.

دعوا أبناءكم يختارون ما يحبون ويرغبون لأن النجاح يبدأ من هنا والفشل أيضا يبدأ من هنا ..اعرف كثيرين دخلوا كليات الطب والهندسة والإعلام والأقتصاد والعلوم السياسية دون رغبتهم ولم يحققوا النجاح المرجوا فيها أكثر من تحقيق رغبة مغلوطة لأهاليهم،  وهناك من نبغوا في كليات صاحبة مجاميع أقل وحققوا نجاحات مدوية ووصلوا فيها لدرجة الأستاذية في تلك الكليات وصاروا شخصيات مرموقة وعامة في مجتمعاتهم،  لأنهم دخلوا ما كانوا يرغبون فيه وسط تشجيع عقلاني من أولياء الأمور .فالنجاح في الحياة ليس له علاقة بالمجموع في الثانوية العامة ولكنه مرتبط بالرغبة والتصميم فيما بعد التخرج وربما يكون هو الشغل الشاغل للطموحين أثناء الدراسة، ويدرسون  في كليات هي الأقل في المجموع ..الفرصة أمام من يريد تحقيق النجاح فيما بعد الثانوية العامة ..لأنها سنوات العقل والهمة والمنطق وليس مرحلة المراهقة التعليمية والتذبذب بين كلمات الناس وأولياء الأمور ورسم الصور المغلوطة ..لاتستهن بمجموعك ..ولا تقلل من قدراتك.  النجاح والوصول للمجد أمامك طالما مازلت في المرحلة التعليمية وربما بعد إنتهاء مرحلة التعليم قاطبة   . الثانوية العامة مرحلة ..حتما تنتهي بكل مافيها من نجاحات وإخفاقات لكن النجاح سلسلة من المراحل لايمكن أبدا أن تتوقف عند مجموع الثانوية العامة أى إن كان كبيرا أو صغيرا.. فالثانوية العامة ليست نهاية المطاف.
كل ما يمكنني قوله لأبنائي خريجو الثانوية العامة ..لاتقفوا كثيرا عند مجموعكم الذين حصلتم عليه ..فهو لايمثل إلا خطوة في طريق البحث عن النجاح . إصراركم وعزيمتكم وإرادتكم هم فقط الجي بي أس الخاصة بكم  .. تلك المعطيات هي فقط التي يمكنها أن تحدد وجهتكم نحو طريق النجاح والأمل والمستقبل الباهر إن شاء الله ..فلا تغتروا  أو تستهينوا بمجموعكم  أي إن كان كبيرا أو صغيرا.

========
 ٱخر السطور 
========

* المستشار عمر مروان وزير العدل قدم في الأيام القليلة الماضية تقريرا مفصلا عن ما حققه رجال القضاء من إنجاز لملايين القضايا في العام القضائي المنقضي .. حقيقي إنجاز ما كان يتحقق لولا الطفرة التكنولوجية العالية التي حدثت في هذا القطاع وجهد دؤوب من رجال القضاء على كافة المستويات ..تحية تقدير وإجلال لقضاؤنا الراسخ في العدل والإنجاز.

* الزمالك نادي كبير ..وكبير جدا واكبر من كل الأشخاص وكل من أنتمى إليه لاعبا وإداريا حققوا الشهرة والمال ومن يقول غير ذلك فهو جاحد ..والزمالك كبير برموزه الذين أحببنا الزمالك من خلالهم امثال لطيف وشحاته وزامورا وجعفر وشلبي ويونس والمأمور وبصري ..وفي مباراة النصر السعودي أبلي الزمالك بلاء حسن أمام منتخب العالم لأن الزمالك نادي كبير وأرجو أن تكون الرسالة وصلت .. وربنا يبعد عنه المتصارعون لأنهم سبب بلاء الزمالك في الوقت الحالي ..لأن الكورة المصرية أهلي وزمالك ..ومتعتها في هذين الناديين.

* الصديق والغالي اللواء أوسامة القاضي محافظ المنيا كم سعدت جدا بعودتك إلى موقعك بعد رحلة علاج أستمرت فترة ليست قصيرة .. حتى أختطف الموت شقيقك خلال مساء أول أمس الأول رحمه الله رحمة واسعة ومنحك الله الصحة والصبر واشقاءك مدحت بك وحاتم بك والأسرة الكريمة الصبر والسلوان على فراق عزيز عليكم  معالي الوزير المحترم الوقور.