الجمعة، 04 أغسطس 2023 - 06:47 م

انتهى ماراثون الثانوية العامة  بعد أيام عصيبة عاشتها البيوت المصرية لمعرفة مصير ابنهم أو ابنتهم وبعد ظهور النتائج يبدأ ماراثون من نوع آخر بين الناجحين للوصول لكلية معينة أو تخصص بعينه .

وقرار اختيار الكلية والتخصص الذى يدرسه الطالب هو قرار شخصى ولكنه من القرارات التى تتأثر باتجاهات المجتمع  فحتى  منتصف القرن الماضى كانت اسماء كليات القمة مختلفة عن الوقت الحاضر وفى الاونة الأخيرة تولدت نظرة قاصرة لكليات ومسارات تعليمية  عزف عنها الطلاب نتيجة نظرة المجتمع لها .
بالتأكيد يتحكم المجموع  بقدر كبير فى اختيار الطالب للكلية التى يلتحق بها ولكن مع التوسع الهائل فى الجامعات الحكومية و الاهلية و الخاصة أصبح الأمر أكثر سهولة  ويجب أن يعتمد الاختيار أولا على سوق العمل والتخصصات المطلوبة خلال السنوات المقبلة فالهدف من التعليم  تقديم شاب مؤهل للدخول فى سوق العمل.. فى أغلب الاحيان لا يدرك الطالب ذلك الامر  بحكم خبرته الحياتية القليلة وهنا لابد أن يكون للأبوين دور فى توعية أبنائهما وإرشادهم دون الإملاء عليهم بتوجه معين فى المسار التعليمى ضد قدراتهم أو رغباتهم .

وتحديد التصور المستقبلى لسوق العمل على الاقل فى مصر هى مسئولية مشتركة بين وزارة القوى العاملة ووزارة التخطيط  لابد أن تكون معلنة ومحدثة باستمرار لإفادة الطلاب من ناحية و توفير موارد الدولة بدلا من الصرف على تخصصات لا حاجة  للتوسع فيها فى المستقبل القريب.

وأعطتنا الحرب فى أوكرانيا والسودان درسا لابد من الاستفادة منه وهو ضرورة  استيعاب كافة الطلاب المصريين الناجحين فى الثانوية  العامة فى الجامعات المصرية وإيجاد صيغة تعامل مع الطلاب الذين يريدون الدراسة فى تخصصات معينة فيلجأون لجامعات خارجية دون النظر للمجموع مقابل أموال باهظة فيمكن أن تستوعبهم كليات بلدهم بنفس تكلفة الخارج بدون مخاطر وغربة والتقليل من الاستثناءات والتخفيضات للطلاب غير المصريين.