خالد رزق
خالد رزق


مشوار

معارك خفية صامتة

خالد رزق

الأحد، 06 أغسطس 2023 - 08:05 م

ليس الشق الظاهر المعلن من مواجهات الجيشين الروسى والأوكرانى المدعوم من حلف شمال الأطلنطى الذى تتزعمه أمريكا بكل ما فيه من معارك حربية برية وجوية ولسلاح أى من الكتلتين فيها الأفضلية التى تقود لحسم الحرب، هو الشأن الأهم الذى يجرى تداوله بين القادة العسكريين والعلماء والخبراء من أطقم تصنيع السلاح على الجانبين ولكن الشق الخفى الصامت من هذه المعارك ووسائلها هو وبلا شك أهم ما يتدارسه هؤلاء منذ انطلقت الحرب فى قلب أوروبا.


فعلى الجانبين وبتفوق روسى أثبتته مجريات العمليات يتم استخدام أحدث تقنيات وسائل الحرب الإلكترونية، الرامية إلى تحييد وشل فاعلية أسلحة الأطراف المتحاربة. كشفت الحرب الجارية عن تقدم نوعى روسى فى وسائل الحرب الإلكترونية على المعسكر الغربي، إذ تمكن الجيش الأحمر من صد هجمات صاروخية وجوية (بالمسيرات) عبر وسائل الإعاقة والشوشرة التى أتاحت له السيطرة على أنظمة توجيه هذه الأسلحة الغربية المعقدة وإعادة توجيه مساراتها لتنفجر بمواقع بعيدة عن قواته والاستيلاء على مسيرات تحكم بها من دون تدميرها ونقلها سليمة إلى حيث يجرى فحص تكنولوجياتها، كما تمكن من تحييد وشل فاعلية منظومات الدفاع الجوى الغربية المتطورة باتريوت وغيرها، وهى المعارك الإلكترونية التى لم تظهر تكنولوجيات الناتو قدرة وفاعلية بمواجهتها، غير أنها لم تحقق مقابلا لها فيما يختص باعتراض الأسلحة الروسية وإعاقتها.
دروس الحرب الأحدث والأكثر تطورًا الجارية فى القارة العجوز صارت هى الشاغل الأهم ليس فقط للجيوش المتورطة بها وما وراءها من مؤسسات تصنيع العتاد الحربي، وإنما لكل المعاهد العسكرية و الجيوش حول العالم، فهذه الحرب فى حقيقتها هى مواجهة بين القوتين الأعظم والأكثر حداثة، والتفاصيل الدقيقة لكل مجرياتها، ولكل تقدم يحرزه طرف على الآخر، ولكل سلاح ووسيلة حربية على هذا الجانب أو ذاك، ـ تثبت ـ فاعليتها من شأنها تحديد شكل وطبيعة الحروب المستقبلية، وما ستسعى كل بلد وفى العالم وفقًا لمعطياتها لاقتنائه من أسلحة وتقنيات حربية.
فى الحروب التسويق الأكثر فاعلية لصناعة السلاح.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة