عمرو جلال
عمرو جلال


بعد الاختصار

توابع هيروشيما

عمرو جلال

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 - 07:25 م

لا تزال توابع وآثار قنبلة «الولد الصغير»، وهو الاسم المشفر الذى أطلق على أول قنبلة ذرية ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية، مستمرة حتى يومنا هذا. هذا الأسبوع حلت الذكرى الـ 78 لإسقاط القنبلة. قتلت فى لحظات 140 ألف شخص ودمرت مبانى المدينة بأكملها. بعد إسقاط القنبلتين الذريتين، أعلنت اليابان استسلامها وانتهت الحرب العالمية الثانية. وكانت التوابع الأولى للقنبلة أن تحولت الولايات المتحدة لدولة قطب عالمى وسقطت القوتان العظميان السابقتان، بريطانيا وفرنسا، وانسحبتا سياسيًا من أفريقيا والشرق الأوسط، اللتين لم تسلما من مخططات وأطماع القوى العظمى. ولم لا وهما تمتلكان كل الموارد والكنوز. ومن هنا قدم الكثيرون من مفكرى الغرب اقتراحات ونظريات عديدة لتقسيم أفريقيا والشرق الأوسط، لأن إسرائيل وحدها لا تكفى لضمان تواجد القوى الغربية فى المنطقة واستمرار السيطرة على مصادر الثروات ومنع التوحد العربى .

ومن بين أخطر المفكرين الذين وضعوا خطط التقسيم للمنطقة على الإطلاق، هو الصهيونى الأمريكى برنارد لويس. وتكمن خطورته فى أنه الوحيد الذى اعتمد الكونجرس الأمريكى فى جلسة سرية مخططاته لتفتيت الوطن العربى، وتم وضعها ضمن الاستراتيجية القومية للسياسة الخارجية الأمريكية. وهذا يعنى أن أى رئيس أمريكى، مهما كانت قناعاته وأفكاره، فإنه سيكون ملزمًا بتنفيذ تلك الاستراتيجية، مع اختلاف الطرق والوسائل. لا تضحك وتقول «تلك نظرية مؤامرة»، ابحث عن الرجل واقرأ كتبه، لأنه لم يخفِ أيًا من مخططاته. كتب لويس: «إنه من الضرورى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعى لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا فى ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا».

رحل برنارد عام ٢٠١٨ وقد تحققت أجزاء عديدة من أحلامه لتقسيم السودان إلى شمال وجنوب وها هى ليبيا وسوريا واليمن والعراق ولبنان ودول فى أفريقيا قاب قوسين أو أدنى من مخططات واستراتيجيات التقسيم التى لم ولن تتوقف…. أساليب الحرب القديمة انتهت… إطلاق الصواريخ من الطائرات النفاثة يكلف ملايين الدولارات فى كل طلعة جوية… الثمن الأرخص أصبح استهداف عقول الشعوب ونشر الفوضى الخلاقة وليحدث التقسيم بأيدينا.. أن توابع قنبلة هيروشيما وتأثيرها لا يزال مستمرا… وحتى يومنا هذا نسمع دوى القنبلة المريع فى محيط منطقتنا العربية والأفريقية ..فهل نستفيق قبل ضياع كل شىء؟


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة