الجمعة، 11 أغسطس 2023 - 08:00 م

تسوموتو ياماجوتشى.. هو الرجل الذى نجا من التفجيرين النوويين وعاش يصرخ ويحكى أهوالهما.

الضربة النووية الأولى على مدينة هيروشيما خلَّفت إجمالا ما بين 140-200 ألف قتيل فى السادس من أغسطس عام 1945.. القنبلة الذرية الأولى فى التاريخ التى سقطت فوق مدينة يقطنها المدنيون، وحملت اسم «الولد الصغير» (Little Boy)  ولا يذكر  أنه سمع أى صوت للانفجار إنه (Noiseless Flash) بريق بلا صوت. 

فى صباح 7 أغسطس تحامل ياماغوتشى مع المصابين على أنفسهم وخرجوا من الملجأ متجهين إلى محطة القطارات التى كان يُقال إنها ما زالت تعمل نسبيا.. كان  مضطرا للسباحة عبر أحد الأنهار للعبور إلى الضفة الأخرى لإكمال طريقه إلى محطة القطارات وكان النهر ممتلئا بالجثث الطافية فأصدر  لاحقا  ديوانه الشعرى تحت عنوان (وكان النهرُ يتدفق كطوفان من الجثث).

استقل  قطارا وانطلق عائدا إلى مدينته التى جاء منها وكانت وجهة القطار المُحمل بالمُصابين والهاربين من الانفجار النووى فى هيروشيما  هى مدينة ناجازاكي، وصل القطار إلى ناجازاكى فى صباح يوم 8 أغسطس وذهب  برفقة عدد كبير من المصابين إلى المستشفى فورا..

لم يستطع أن يظل حبيسا ولبّى استدعاء مديره فى صباح اليوم التالى 9 أغسطس إلى مقر شركة ميتسوبيشى فى ناجازاكي، ليحكى لمدير فرع الشركة ما حدث بالضبط فى هيروشيما.

وعندما حضر إلى مقر الشركة فى الحادية عشرة صباحا، وبدأ يحكى للمدير بعض التفاصيل التى عايشها فى انفجار هيروشيما ثم ظهرت القاذفة الحربية الأميركية  فوق سماء المدينة، لتلقى قنبلة نووية ثانية،  كان اسمها  (الرجل البدين)  .. ثم نجا من الموت بأعجوبة.

حاضر فى الأمم المتحدة عام 2006 باعتباره نموذجا لشخص ناجٍ من ضربتين نوويتين شاهد كل تفاصيلها المفجعة بنفسه.. رحل ياماجوتشى عن عالمنا عام 2009 مُصابا بمرض السرطان عن عمر يناهز الثالثة والتسعين بعد أن نال اعترافا رسميا من الحكومة اليابانية بأنه «نيجيو هيباكوشا» (Nijyuu hibakusha).

أو «شخص تعرّض للقنبلة النووية مرتين»، ليصبح هو الشخص الوحيد فى اليابان الذى يحمل هذا الاعتراف الرسمى.