داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

صاحب المقام الرفيع

داليا جمال

الجمعة، 11 أغسطس 2023 - 08:32 م

زمان كان الأثرياء والوجهاء يدفعون أموالا طائلة لتكريم أنفسهم بشراء ألقاب تمنحهم وجاهة اجتماعية ، يشعرون معها بأنهم مميزون فى المجتمع وينظر إليهم الجميع باحترام وتقدير، فكان لقب الباشا له ثمن، ولقب «بك» له ثمن أقل ، بينما كان هناك قلة قليلة من النخبة أو كريمة المجتمع، يتم منحهم هذه الألقاب دون مقابل مادى، نظير خدماتهم الجليلة التى قدموها للمجتمع ، كأعمالهم الخيرية، أو لقاء دور بارز فى مجال الطب أو الهندسة، أو الفن  مثلا.

واليوم.. وبعد إلغاء هذه الألقاب، أرى أن أفضل تكريم حقيقى لأى شخص، هو ما يرتبط بما قدمه من خير للمجتمع،  وهو ما قامت عليه فكرة تبرع الأشخاص للمستشفيات لإنشاء أجنحة علاجية تحمل أسماءهم أو أسماء  أحبائه‍م لتخليد ذكراهم وفى نفس الوقت هى صدقة جارية لصاحب التبرع.

ويعد أفضل استثمار لفكرة تكريم اسم أى شخص فى حياته أو بعد وفاته ، هو أن يرتبط اسمه بخدمة جليلة يقدمها للمجتمع.

فلماذا لا نبدأ بتطبيق مثل هذه الفكرة فى مجال البعثات الدراسية للخارج،  فيقوم أستاذ فى كلية الطب بالتكفل  بمصروفات طالب طوال سنوات دراسته للدكتوراة بالخارج  على نفقته الشخصية،  على أن تحمل هذه المنحة اسم هذا الأستاذ، وهكذا فى مجال الهندسة أو المحاماة، أو أن يتبرع ورثة رجل أعمال بتحديد منحة دراسية باسم والدهم لطالب متفوق لدراسة مجال بعينه.. على أن يتم منح المتبرع بتحمل نفقات هذه البعثات لقب «صاحب المقام الرفيع»، لكل من يقدم هذه الخدمة الجليلة لهذا الوطن . 

وهو لقب لن يكلف الدولة مليماً واحداً، لكنه سيحمل فى طياته تكريما لاسم شخص قدم خدمة لبلده، ولا يحصل على هذا اللقب إلا أصحاب التكفل بهذه المنح الدراسية فقط .

وأعتقد أن الكثير من الأسماء اللامعة فى بلدنا ستحرص على الحصول عليه ، لما فيه من معان نبيلة وتخليد متميز لاسم صاحبه.. فمنها استفاد الوطن بدراسة أبنائه فى بعثات دراسية فى الخارج ، ومنها تحقق تكريم اسم الشخص صاحب المنحة، وتخليد اسمه وذكراه.. الأفكار كثيرة..ولكن التنفيذ يحتاج إلى صاحب القرار الرفيع.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة