داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

اعقلوا .. حتى تستقيم الأمور !

داليا جمال

الجمعة، 18 أغسطس 2023 - 06:48 م

ربنا يزيدهم.. ويبارك لهم كمان وكمان.. تلك كانت كلمات تتردد على السنة آبائنا عند السماع عن أشخاص ربنا فاتحها عليهم.. ومهما كانت درجة الغنى كان البسطاء راضيين بحالهم دون أن يحاولوا التطفل على حياة الأغنياء أو انتقادهم أو التشبه بهم لوعيهم ان ربنا خلق الناس درجات، وان كل طبقه ولها طريقة معيشه.

وكان يسود المجتمع حالة من الوفاق والتناغم.. أما الآن وبعد ان ساهمت الظروف السياسية والاقتصادية فى تغير سلوك معظمنا، وزاد الطين بلة الفراغ القاتل على وسائل التواصل غير الاجتماعى خالص!

فبرز الحقد الطبقى وازداد رصد ممتلكات الأغنياء وتصرفاتهم وطرق صرفهم فى أماكن تواجدهم الطبيعية كالساحل الشمالى على سبيل المثال.
كما زاد الطين «بلتين» ظهور طبقة محدثى النعمة الذين أصبحوا أغنياء بشكل مفاجئ، ولكن ثراء المال لم يواكبه ثراء فى العراقة ولا الأخلاق، بل حدث العكس.. انحدرت أخلاقهم وزاد انحرافهم وكأنما الثراء والأخلاق أعداء لا يجتمعان!!

فانطلقت فيديوهات الفشخرة الكدابة من شباب يتفاخرون بأن مصروفهم اليومى آلاف الجنيهات، بخلاف الكلام بلسان ملوى، فلا تعرف اذا كان من يتكلم لغة عربية ولا لسانه طلعت فيه فسفوسة!!

 مع ظهور موضة التهكم على غيرهم ممن لا يعلمون المسميات الجديدة التى أطلقوها على كل شيئ!

فالكابينة.. بقت «كابانا»!! وملاك الشاليهات لازم نسميهم «أونرز»!! وإلا بقينا... «طبقات دنيا»!

والغريب أنه لا توجد دولة فى العالم ليس بها أثرياء وفقراء يعيشون بتوافق... فلماذا فى مصر فقط أصبح الموضوع عجبة! 

الدنيا كلها على هذا الحال ولكل احنا دماغنا بقت شمال ورافضة ناموس الحياة والفطرة التى خلق عليها البشر ربنا سبحانه الذى خلق الغنى والفقر لحكمة.. والعاقل من يتقبل تلك الحقيقة ويخليه فى حاله وياريت يرجع على السنتنا الدعوات الحلوة بتاعة جداتنا. ربنا يبارك لهم فى رزقهم ويوسع رزقنا قادر يا كريم.
ويعود للأغنياء قيمهم وأخلاقهم، وتقديرهم لمن هم أقل منهم مالا وعلما..حتى تستقيم الأمور.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة