أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

رجل يرفض العيش فى سلام

أخبار اليوم

الجمعة، 18 أغسطس 2023 - 07:22 م

لم أعتد يوما أن أبدأ قراءة الكتاب من خاتمته. ولكنى هذه المرة فعلت. لأنى كنت أستعجل الإجابة عن دهشتى من اسم الكتاب وصاحبه. «ضد التيار» حكايات ماقبل ومابعد ثورة 25 يناير.

وكاتب الحكايات الدكتور أحمد جلال وزير المالية الأسبق (يونيو 2013- فبراير 2014). وهو يعلن عن نفسه عندما يقول إن المثقف عليه المشاركة الإيجابية فى مجتمعه وليس المواءمة أو العيش فى سلام.

ويقول «لن يكون مدهشا أن يختلف البعض حول ما جاء فى الكتاب» وكأنه كان يقرأ أفكارى. فأنا لم أكن أشهد بأن الدكتور جلال يسبح ضد التيار، ولكنى أعتقدت دوما أنه يسير بعكس كل ماكان متوقعا منه. فالرجل عاد من واشنطن بعد أن ظل 18 عاما خبيرا فى البنك الدولى، وما أدراك ما البنك الدولى.

ثم جاء ليرأس المركز المصرى للدراسات الاقتصادية. وهو المركز البحثى الذى جاء بتمويل من المعونة الأمريكية ليدعو ويمهد للأفكار الليبرالية بمفهومها الاقتصادى. ولم يكن ليخترق رأسته فى ذلك الوقت، سوى شخصية اقتصادية مرموقة، تعتنق أفكار السوق الحر بأمتياز، وبشرط أن تخرج من عباءة اليمين.

وإلا ما كان تشكيل مجلس إدارته يضم حفنة من غلاة الرأسماليين. إلا أن الدكتور جلال أدهشنا بالحديث كثيرا عن العدالة الاجتماعية وكيف أنه لم يؤمن مثل غيره من السياسيين بنظرية (تساقط النمو) التى يشرحها بأن البعض يعتقد أنه بزيادة معدل النمو الاقتصادى سوف تتساقط ثمار هذا النمو حتما على الفقراء وتنتشلهم من الفقر وهذا لم يحدث. وهذه النظرية تتغافل  تركز الثروات فى يد حفنة فى المجتمع مما تتسع معه الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

ويصاحب هذه النظرية مايسمى (برأسمالية المحاسيب) فى النموذج الرأسمالى الذى يمنح مزايا وعطايا لمجموعة.

ويقول إن بعض المستفيدين كانوا يبررون ذلك بأنه يحدث فى دول كثيرة مثل كوريا الجنوبية. وبالرغم من اتفاقه على النموذج الكورى إلا أنه يوضح أن كوريا لم تسمح لرجال أعمالها بالإنخراط فى الشأن السياسى دون وضع معايير صارمة تمنعهم من استغلال مواقعهم لتحقيق مصالحهم الخاصة.

وحكايات الدكتور جلال لها بقية نستكملها العدد المقبل.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة