أحمد غراب
أحمد غراب


بلا حرج

ترانزيت الطيور

أحمد غراب

الأحد، 27 أغسطس 2023 - 07:47 م

فى مثل هذه الأيام منذ ثلاثين عاماً أخذت عصافير الجنة تمرح بين أغصان الأشجار الوارفة وتملأ الدنيا بقريتنا زقزقة وبهجة .
هى نوع من العصافير بألوان الطبيعة كانت بيننا وبينها علاقة حميمة؛ لدرجة  أننا  كنا نبكى ونحن أطفال لمرضها أو إصابتها بفعل نبلة طائشة ؛ ونحرص على تطبيبها  وإطلاقها مرة أخرى .


مر عبدالله بن عمر - رضى الله عنه - بصبية يتسابقون بنبالهم على ضرب طائر فنهاهم عن ذلك وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لعن الله من اتخذ كل ذى قلب رطب هدفا»، بل أن الحبيب المصطفى اعتبر  إطعامهم صدقة؛ حيث يقول : «ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرز غرزا ؛ فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كتبت به صدقة»   بعد هجوم  الكتل  الخرسانية  الصماء  على الأراضى الزرعية وندرة  الأشجار لم نعد نرى  عصافير الجنة، رغم أن مصر مليئة بالمحميات الخاصة بالطيور المقيمة والمهاجرة كمحمية الزرانيق بشمال سينا، فضلاً عن أن كثيراً من الطيور المهاجرة تقيم عندنا فترة ترانزيت واستراحة تمتد لعدة شهور .


كفى  الطيور قسوة  المناخ والطبيعة، ومن الظلم  أن تزيد آلامها بتدمير بيئتها ؛ فالمولى سبحانه وتعالى يقول: «وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ، ما فرطنا فى الكتاب من شىء ، ثم إلى ربهم يحشرون»   حبذا لو تبنى تحالف الجمعيات الأهلية فكرة زراعة الأشجار المثمرة زيادة فى الحفاوة وكرم الضيافة للإنسان والطائر والحيوان. 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة