زينب عفيفى
زينب عفيفى


بينى وبينك

هدايا العمر

أخبار اليوم

الجمعة، 01 سبتمبر 2023 - 07:50 م

من أهدانى كتابا، كمن أهدانى عمرا، فالكتب هى أعمار أصحابها، تجاربهم، وبعض منهم، إن لم تكن هم، بكل ما يحملونه من احاسيس ومشاعر، فالكتابة عندى فعل حياة، ومن هذا الاعتقاد الراسخ لمعنى هدايا الكتب تأتى مسترسلة فى حياتى تسير بجوار عمرى.

فى بداية حياتى بالعمل الصحفى وأنا طالبة فى كلية الإعلام أهدانى الكاتب أنيس منصور، ثلاثين كتابا حصيلة إنتاجه حينذاك، لمساعدتى فى بحث التخرج عن كاتب صحفى معروف؛ ومرت السنوات وجاءنى صوته ضعيفا فى مكالمة تليفونية: أريد أن أهديك كتبى - وكان مع كل إصدار جديد له يرسل لى نسخة موقعة إلى العزيزة الغالية-، وحين أخبرته أن لدى كل أعماله، رد قائلا فى وهن: لكنى أوزع مكتبتى على الأصدقاء والأحبة وأنت منهم. وأغلق الخط. وفى اليوم التالي: وجدت سائقه الشخصى واقفا أمام مكتبى فى أخبار اليوم حاملا كرتونة تضم أكثر من مائتى كتاب حصيلة أعماله التى كنت أمتلك أغلبها، لكن الفرحة لم تسعنى. 

لم تكن أعمال أنيس منصور بداية اقتنائى للأعمال الكاملة بل تلتها أعمال د. ثروت عكاشة، يحيى حقى ، يوسف إدريس، فتحى غانم، صلاح جاهين، محمود درويش، نزار قباني، وإحسان عبد القدوس وغيرهم، فلا تكفى سطور مقالتى ذكر كل الأعمال الكاملة التى توجتها أعمال صاحب نوبل الكاملة فى عشرة مجلدات بأغلفة فخمة، أخليت لها أهم رف فى مكتبتى التى تسكن بجوارى، حتى تمتد يدى إليها كلما أخذنى الحنين لرواية من روايات محفوظ، نعم القراءة عندى حنين وحب وافتقاد وتدليل وتطييب خاطر وكل المعانى النفسية والإنسانية التى تأتى من قراءة كتاب أجد فيه نفسي، شكرا لكل من أهدانى كتابا ولا عزاء لكاتبى المفضل إحسان عبد القدوس حين قال لى يوما. الكتب المهداة لا تُقرأ.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة