ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

إفريقيا لديها الحل

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 08 سبتمبر 2023 - 05:40 م

استضافت كينيا منذ أيام أول قمة إفريقية للمناخ والتى انتهت بعدد من المخرجات أبرزها الدعوة لفرض ضريبة عالمية على الكربون، ومطالبة الدول المصدّرة للانبعاثات بتفعيل «صندوق الخسائر والأضرار» والوفاء بتعهداتهم بتقديم 100 مليار دولار سنويا للدول النامية لمواجهة أزمات المناخ.

كذلك الدعوة لتخفيف أعباء الديون الإفريقية وإصلاح النظام المالى العالمى الذى يجبر الدول الإفريقية على دفع فوائد أعلى لاقتراض الأموال التى تحتاجها لحماية شعوبها ومواردها.

ورغم ان ما انتهت اليه القمة هو تكرار لطلبات لا تلقى آذانا صاغية لدى الكبار الاّ انه يحسب لها انها اول محاولة جادة من القارة، الأقل اسهاما فى الانبعاثات والأكثر تأثرا بتغيرات المناخ، لتوحيد الصف حول قضيتهم العادلة. 

فالحقيقة ان افريقيا تدفع ثمناً فادحاً لجريمة لم ترتكبها، فإسهامها بالانبعاثات الغازية لا يتجاوز 4%، رغم ذلك تضم 17 من إجمالى 20 دولة هى الأكثر عرضة لمخاطر المناخ، ويتأثر أكثر من 110 ملايين من مواطنيها بشكل مباشر بهذه المخاطر التى تلتهم 15% من ناتجها الإجمالى سنويا، بالاضافة لخسائر تتراوح بين 290 إلى 440 مليار دولار.

وهى تضم 18 مركزا فقط للتنبؤ بالمخاطر والإنذار المبكر مقارنة بـ360 فى أوروبا، ولا تحظى سوى بـ3% فقط من استثمارات الطاقة النظيفة بالعالم رغم ان إمكانياتها الطبيعية تؤهلها لتوليد كميات كبيرة من هذه الطاقة «الشمسية والرياح والكهرومائية».

ناهيك عن امتلاكها 40% من الاحتياطيات العالمية للكوبالت والمنجنيز والبلاتين اللازمة لصناعة البطاريات وإنتاج الهيدروجين وهو ما جعل الخبراء يرونها المفتاح لتسريع عملية تخلّص العالم من الكربون وجعل الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لتحويلها «لقوة عظمى فى مجال الطاقة المتجددة التى يمكن أن تكون المعجزة الاقتصادية الإفريقية»..

تملك افريقيا مطالب عادلة وإمكانات هائلة وبلورت الآن رؤية مشتركة لمواجهة التحديات المناخية تؤهلها للتحدث بصوت واحد فى القمم المعنية بالمناخ والاقتصاد الأخضر، وعليها استغلال ذلك فى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذى سينعقد هذا الشهر وقمة COP28 التى تنطلق فى الإمارات أواخر نوفمبر.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة