الجمعة، 08 سبتمبر 2023 - 07:25 م

منذ أن كنت طفلاً صغيراً ونحن فى مصر نلهث وراء نهاية للأزمة السكانية إلى الحد أنه الآن وقد اشتعل الرأس شيبًا يبدو أنها لا نهاية لها.

فى يقينى أن المؤسسة الدينية فى مصر هى الأقدر على كتابة كلمة النهاية لهذه الأزمة الأزلية إذا ما نجحت فى غسل أدمغة عشرات الملايين من البسطاء المحشوة بفتاوى ضالة ومضللة تتعلق بتنظيم النسل.

لا وقت أمامكم للتردد.. أنتم تركتم الناس ولعقود طويلة تقع فى فخاخ شيوخ الجهل الذين لا يشغل بالهم سوى فتاوى «دورات المياه وغرف النوم» حدثوا الناس فكذبوا عليهم ومن حدث بكذب فضح، افضحوهم وقولوا للناس إن قرآننا الكريم، نصنا المقدس، لم يتضمن حرفًا واحداً يُحرِّم أو يجرِّم تنظيم النسل، وإن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال: تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإنى مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة، لم يكن عدد المسلمين يزيد عن بضع مئات، وأننا أصبحنا الآن بالمليارات ولكننا كثرة كغثاء السيل، وأن المعصوم رضوان الله عليه لن يباهى الأمم بجحافل من الجهلة العاطلين وأطفال الشوارع الذين يخصمون من الأرصدة الحضارية للأمة وهم عقبة فى طريق تطورها وعار فى جبينها وعالة على أهلها.

استعيدوا المنابر المخطوفة من جانب أئمة متطرفين لا يتحدثون إلا عن فقه ما بعد منتصف الليل ولا يخبرون الناس بحديث خير الورى عليه أفضل الصلاة والسلام: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.. أى من ينجب أطفالًا كثيرة لا يستطيع القيام بواجبات تربيتهم وتعليمهم فيكون مصيرهم التشرد والضياع.
حدثوا الناس عن المشروع القومى الأهم الذى يجب أن تتبناه كل مؤسسات مصر الآن وهو إيقاف هذه القنبلة السكانية التى تفجر فى وجوهنا ٢٫٥ مليون نسمة كل عام.

الدور الأعظم والذى يجب أن تقوم به المؤسسات الدينية تحديدًا الأزهر بمكانته الراسخة فى نفوس المصريين، والأوقاف بمساجدها التى تتجاوز 140 ألف مسجد وزاوية، والكنسية المصرية بعراقتها ووطنيتها المشهودة عبر التاريخ هو أن يكشفوا للناس أهوال الانفجار السكانى، وأن يحدثوهم عن طوفان الإفقار والذى سيغرقنا جميعًا إذا لم يتوقفوا عن الإنجاب العشوائى..وأنهم إن لم يزرعوا قمحهم ويصنعوا كساءهم سيموتون جوعى وعراة!.