عمرو جلال
عمرو جلال


بعد الاختصار

«النجم الساطع».. رسائل القوة

عمرو جلال

الخميس، 14 سبتمبر 2023 - 08:23 م

«لا يمكن وصفها سوى أنها تدريبات لواحدة من أقوى المناورات العسكرية فى العالم».. هكذا قال أحد جنرالات الدول الأجنبية المشاركة فى مناورة «النجم الساطع».. سمعته يتحدث خلال حضورى إحدى المراحل الرئيسية والختامية للمناورة التى استمرت 14 يوما فى مصر وانتهت فعالياتها أمس.. هذا الجنرال العسكرى فى الحقيقة لا يبالغ لأن ما يقارب من ربع دول العالم سجلوا حضورهم..

8 آلاف ضابط وجندى من 34 دوله تواجدوا بقاعدة محمد نجيب العسكرية وجزء من ترسانتهم البحرية ترسو فى شرق المتوسط.. 34 دولة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية سمحوا لأمهر جنودها بعتادهم وأسلحتهم الحديثة فى المشاركة فى مناورة تدريبية كبرى على أرض ومياه مصرية.. المعروف أن المناورات تكون لاستعراض أحدث القطع العسكرية.. أحدث خطط الحرب.. أحدث وسائل الهجوم والدفاع..

كل ذلك كان بمثابة إعلان فى وسط ميدان كوكب الأرض أن مصر دولة قوية ترغب الدول بالتعاون العسكرى والسياسى معها.. معظم الجيوش الكبرى كانت حاضرة رغم انشغال العالم بالصراع الروسى الأوكرانى وهو حدث كبير يهز أوروبا ويؤرق العالم.

الاهتمام الأكبر من الدول المشاركة بالنجم الساطع كان لاستمرار اكتساب الخبرة من القوات المصرية فى طرق مكافحة الإرهاب ومكافحة العبوات الناسفة والتى أثبتت قواتنا المصرية قدرات غير عادية وأثمرت عن القضاء على أشرس التنظيمات الإرهابية فى سيناء وهو أمر دائما ما يثير تساؤل الخبراء العسكريين..

كيف يمكن لجيش نظامى مهمته تنفيذ تكتيكات عسكرية هجومية ودفاعية ضد جيش نظامى آخر أن ينجح فى القضاء على تنظيمات إرهابية تستخدم أساليب قتالية مختلفة وتتخفى وسط المدنيين الأبرياء وتحيط نفسها بأطنان من العبوات الناسفة وتعيش فى أنفاق فئرانية متشعبة بل وتنجح فى تجفيف منابعه وتطهير الأرض منها..

خلال تدريبات «النجم الساطع» قامت عناصر الاستطلاع والمهندسين العسكريين بالتغلب على الموانع والعبوات الناسفة وتأمين طرق وخطوط الاقتحام ونفذت قوات الصاعقة المشاركة عملية تدريبية تشمل تأمين المبانى الحيوية واقتحمت مجموعات القتال الرئيسية مدعومة بالقوات الخاصة لمختلف الدول والشرطة المدنية المصرية البؤرة الإرهابية لتطهيرها والسيطرة عليها وتم اكتشاف معمل كيميائى بواسطة عناصر الحرب الكيميائية وتم التعامل معه وتطهير المنطقة المحيطة به..

كل ذلك تم تنفيذه بانسجام متكامل بين قوات دول «النجم الساطع» وهو علامة نجاح كاملة للعسكرية المصرية وقيادتها للمناورة مع الولايات المتحدة..

المناورة شهدت كذلك تدريبات بحرية وعمليات ابرار بحرى بجنود هى الأصعب عسكريا فى منطقة شرق المتوسط التى تشمل قناة السويس ويمر منها ١٣ ٪، من تجارة العالم واقتصادياته.. وهى رسالة أن مصر مع العالم تسعى إلى تعزيز الجهود الأمنية والتشاركية لمواجهة أى تهديدات لتلك المنطقة الحيوية أو أى صراع مستقبلى قد يقع فيها.

قراءة أسماء الدول المشاركة فى التدريب لها دلائل وإشارات.. أى خطاب سياسى أو مناورة عسكرية تحمل بين طياتها رسائل لا تغفلها الدول وتقوم بتحليلها للتنبؤ بالتوجهات المستقبلية..

شارك فى المناورة بقوات مصر والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والأردن وقطر والكويت وجزر القمر وفرنسا وإيطاليا واليونان وألمانيا وقبرص والمملكة المتحدة وبوركينافاسو وجنوب أفريقيا ومالاوى والكاميرون وباكستان والهند بالإضافة إلى مشاركة الشرطة المدنية المصرية واللجنة الدولية للصليب الأحمر و15 دولة بصفة مراقب وهى البحرين والإمارات والسودان وتونس وعمان والمجر وبولندا ونيجيريا وأوغندا والكونغو الديموقراطية ورواندا وتنزانيا واليابان والبرازيل وأستراليا.

الدول المشاركة تسعى فى تعاونها لتحقيق أهداف أمنية والحماية من مخاطر مستقبلية تراها.. أما الدول الإفريقية ومنها بعض دول الساحل والصحراء كانت حاضرة بقوة والسودان رغم أزمته كان حاضرا أيضا.. مصر حريصة على زيادة الروابط مع إفريقيا وحماية وحدتها.

وكانت لفتة إنسانية مهمة خلال الأيام الأخيرة من المناورة وهى تنكيس أعلام الدول المشاركة تضامنا مع الكارثة التى تعرضت لها ليبيا الشقيقة وتوجهت فورا من مياه المناورة حاملة المروحيات «ميسترال» إلى سواحل ليبيا بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى للعمل كمستشفى ميدانى وتقديم خدمات الإغاثة للمصابين..

وهى بذلك أول مهام حاملة المروحيات الإغاثية منذ انضمامها إلى قواتنا البحرية حيث تنفذ مهام متعددة منها العمل كمستشفى ميدانى بحرى وتنتشر أقسام المستشفى على مساحة 750 مترا مربعا تضم غرفتى عمليات وغرفة أشعة إكس وأسرة علاج إلى جانب القيام بمهام الإخلاء وتقديم أعمال الدعم اللوجيستى للمناطق المنكوبة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة