هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

معاش الصحفيات

هالة العيسوي

الأربعاء، 20 سبتمبر 2023 - 09:27 م

جاءت لفتة الرئيس نحو الصحفيين بالتوجيه بسرعة زيادة بدل التكنولوجيا، بردًا وسلامًا على قلوب أبناء مهنة المتاعب والمصاعب، لم أتوقف عند قيمة الزيادة، بل توقفت عند المعنى الكامن وراء التوجيه الرئاسي، أخيرًا أمكن للصحفيين أن يشعروا بأن هناك من يشعر بهم، وليس أى أحد إنه القيادة السياسية، أعلى سلطة فى البلاد، الأمر الذى يفتح أمامهم طاقة أمل فى أن تحذو باقى الجهات الرسمية حذو الرئيس وتنظر بعين العدل إلى الصحفيات صاحبات قضية هذا المقال.

الصحفيات  اكتشفن أنهن الوحيدات من عضوات النقابات المهنية كافة التى يطبق عليها قانون معاشات بتعديلاته المسماة قانون 2020، الذى يميز بين عضوات النقابات المهنية فيتيح لعضوات بعض النقابات الاستفادة من معاش أحد الوالدين أو كليهما، ويحرم أخريات عضوات نقابات مغايرة، وتكتشف عضوات نقابة الصحفيين أنهن الوحيدات المضارات من هذا القانون المتعسف بحجة أنهن مقيدات فى  «جدول المشتغلين»،  بمعنى أنهن يزاولن مهنة الصحافة، وأن هذا الجدول يحرمهن من استحقاق معاش الوالدين. مع أن هذا هو الطبيعى فالانتساب لنقابة معنية يعنى أن أعضاءها يزاولون تلك المهنة؛كالمعلمة عضو نقابتها تزاول (التدريس)، والطبيبة عضو نقابتها تزاول (الطب). 

اكتشفت الصحفيات أنه حتى النقابات المماثلة التى كانت محرومة من الاستفادة بالمعاش وفق القانون، أنعم الله على عضواتها، وتم إصلاح أوضاعهن، وبتن يستفدن من معاش الوالد بتخريجة لطيفة هى إن باقى النقابات لديها جداول عامة، لا تضع أحكامًا أو شروطًا لمزاولة المهنة، أما نقابة الصحفيين فجدولها دقيق ومحكم يحدد مواصفات، ويضع شروطًا لمن يعمل بمهنة الصحافة، هكذا أصبحت المهنة وبالًا على صاحباتها، والخيار المطروح أمامهن هو:  إما التخلى عن معاش الوالد، أو التخلى عن وظائفهن، ومغادرة جدول المشتغلين! .  

غالبية هؤلاء الزميلات ينتسبن إلى صحف ومؤسسات أغلقت، ولا يتقاضين مليمًا كأجر، ومعظمهن نساء معيلات يعتمدن فى معيشتهن على معاش الوالد لتستقيم الحياة بأولادهن.

بند إضافى فى تعديلات القانون وغير مفهوم الحكمة منه، هو قطع المعاش عن المستحقين بعد خمس سنوات من الانضمام لنقابة مهنية، وإمكان عودته إليهن فى اليوم التالى لترك النقابة! .

 هنا لابد أن نسأل عن العلاقة بين أحقية امرأة فى معاش والدها وبين عضويتها فى إحدى النقابات، وعن الحكمة من تحديد خمس سنوات لعضوية النقابة تحرم بعدها المرأة من المعاش، بينما يسمح نفس القانون للموظفة غير النقابية بالاستفادة من معاش والديها طالما تحققت لها شروط الاستحقاق. 

لقد استيقظت بعض زميلاتنا على كارثة مدوية،بعد التعديلات الأخيرة؛ فجأة انقطع المعاش، وفجأة أصبحن مطالبات برد المبالغ التى تقاضينها عن كل الفترة التى زادت عن السنوات الخمس بأثر رجعى منذ تطبيق التعديلات!!! .

كل ما فات وأكثر منه يتعلق بزميلات ما زلن فى سن العمل، شابات، معيلات، تحملن المسئولية بكل شموخ وإرادة فى تربية أبنائهن تربية كريمة، ومطلوب منهن تربية نشء يؤمن بقيم العدالة وينتمى إلى مجتمعه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة