الجمعة، 22 سبتمبر 2023 - 07:47 م

أكثر الناس تشاؤما لم يكن يتوقع يوما أن يصفعنا البصل هذه الصفعة القوية وأن يتمرد على أسعاره القديمة ويقفز من خانة الآحاد إلى عشرات الجنيهات كان من المستحيلات أن يتنبأ أحد بأن اسعار كيلو البصل الجنونية ستقترب من السعر الرسمي للدولار في البنوك!!

تنبهت الحكومة أخيرا لدموع المصريين الذين ابكاهم البصل دون أن يلمسوه وهو فى الأسواق وقررت وقف تصديره لمدة ٩٠ يوما حتى تعود أسعاره لرشدها فهل ستعود؟!

الإجابة على مثل هذا التساؤل الصعب تحتاج إلى إجابات على تساؤلات أكثر صعوبة فى مقدمتها كيف تحدث لدينا أزمة وانتاجنا من البصل حوالى ٣ ملايين طن سنويا نستهلك منها حوالى ٢ مليون طن سنويا ويبقى لدينا فائض مليون طن سنويا!!

هل كانت الحكومة عندما سمحت بتصدير البصل تدري أن هذا القرار سيؤدى إلى نقص المعروض وبالتالى ترتفع الأسعار بهذا الشكل الجنونى؟

هل تدرك الحكومة أنه إذا لم يرافق قرار وقف تصدير البصل جزاءات وعقوبات رداعة لتجار دينهم الجشع وأكل أموال الناس بالباطل يرتبطون بصلة نسب مع الأبالسة والشياطين يقومون بتخزين البصل لتعطيش الاسواق سيظل المصريون يرون من البصل وغيره من الخضراوات كل هذا المرار!

الفرحة التى أوقدتها قرارات الرئيس لتخفيف أعباء الغلاء عن كاهل المصريين أشعر أن هناك محاولات مستميتة لإطفائها بتحالف غير معلن بين تقاعس الأجهزة الرقابية المسئولة عن ضبط الأسعار بالأسواق، وبعض تجار لا يتورعون عن سرقة المصريين حتى آخر جنيه فى جيوبهم.

الأمل والتفاؤل اللذان يريد الرئيس أن يستحضرهما فى نفوس المصريين على وجه السرعة يرتبطان ارتباطا وثيقا بأن يقتنع الناس بأنهم لن يتركوا بعد الآن نهبا لحرامية القوت الذين لا يعرفون سوى النهب والنصب وهذا دور الحكومة والتى عليها أن تتربص وتترصد للجشعين وللمتواطئين بعقوبات صارمة قاسية يدركون معها أن هناك خطوطا حمراء لا ينبغى تجاوزها، أما وأن بقيت اجهزة الحكومة الرقابية فى غيبوبتها عاجزة عن مواجهة انفلات الأسعار بالأسواق «فشمموها بصلة» حتى تستفيق.