الأحد، 24 سبتمبر 2023 - 08:21 م

د. ممدوح سالم

يستمد  مصطلح التفكير، والنقدى منه خاصة دلالة معرفية واسعة النطاق مبعثها تفسير المصطلح ذاته؛ فإذا كان التفكير يتسع مفهومه؛ ليشمل كافة ما من شأنه السماح للعقل بالتفكر والتدبر والتساؤل والبحث عن المعرفة؛ وذلك بالتحليل الموضوعى للحقائق، والوقوف على أبعادها دون مبالغة أو تخييل لا سيما فى مجال التعلم القائم على المعرفة واكتساب الخبرة بالتجربة؛ فإن نعته بـ (النقدى) جدير بإتمام دلالاته الواعية فى التمييز القائم على فرز الإيجابيات المقبولة وفقا لاختلافات الهوية، والثقافة، والعادات والتقاليد، وأساليب الحياة لكل ناقد واع. هذا من جهة، ومن جهة أخرى احترام الآخر بثقافته وتنوعه وفكره..

ووفقا لما سبق يمكننا تهيئة العتبة الأولى للمفكر الناقد خصوصا فى مجال التعلم والمعرفة.
 ‏والنقد بمفهومه الاصطلاحى يتواءم مع دلالاته اللغوية التى تعنى التمييز الواعى بين الجيد والرديء فى صنوف الأشياء: أصيلة أم عارضة، راسخة أم هشة لا جذور لها.. بينما يتخذ كثير من الناس الحكم على الأمور على سابق معرفتهم بها وإن كانت تلك المعرفة سطحية، أو واهية مشوشة لا أساس لها؛ لذا وجب التحقق من الأمر قبل إصدار الحكم عليه.
 ‏ولقد سبق الذكر الحكيم إلى توعية الإنسان وتوجيهه نحو التفكير المتأنى إزاء ما يعرض عليه من القضايا، وإلى التفكر الواعى قبل إصدار الأحكام والقرارات؛ ذلك بأن يكون واعيا متحققًا متثبتًا بكل آلياته التى من شأنها إذا أصدر حكما أو منطوقا ألا يكون من النادمين حفظًا لكرامته وإنسانيته﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ الحجرات: 6
وفى الأخير، إن الدعوة إلى التفكير والتفكر هى دعوة إلى الحياة،  وحسبك من حياتك أن تفكر كى تحيا.. فيا قومى فكًروا وتفكًَروا تصحًوا وتسلموا.