الأربعاء، 27 سبتمبر 2023 - 07:54 م

الزمان والمكان محفوران فى الذاكرة، والقصص الملهمة التى كنا نستمع لها ونقرأ عنها ونشاهد صورها عن بطولات الجيش المصرى وجنودنا وشهدائنا الأبرار ونحن أطفال مازالت موجودة بيننا رغم مرور خمسين عاما على مرورها، صور تحتشد أمام عينى حين يحل شهر أكتوبر المجيد، الساعة الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973 تلك اللحظة التى انطلقت فيها الزغاريد فى كل شارع وبيت مصرى وتشبثت الأذن بأجهزة الراديو والعيون أمام شاشات التليفزيون، اليوم الذى حققت فيه مصر معجزة العبور الخالد للدفاع عن أرضها بعد ست سنوات عجاف، عبور أبهر العالم أجمع وحرب أدهشتهم وألجمت ألسنتهم، حرب غيرت خريطة التوازنات الإقليمية والدولية بأيدى أبطال وشهداء، سلاماً لأرواحهم الطاهرة، رجالاً سخرهم الله لإعادة الكرامة وإعادة الحق المسلوب، منهم من استمعنا وعشنا بطولاتهم، ومنهم من رحل بعد أن ترك دماءه لتروى أرض سيناء الطاهرة، حكايات من أوراق وانتصارات لا تنطفئ أبدا، أبطال حفظت رمال سيناء أساميهم، منهم من رواها وقصصها علينا سجلوها بتضحية ودماء وفداء لوطنهم، ومنهم مجهولون يستحقون إلقاء الضوء عليهم، بطولاتهم تستحق أن تبقى فى ضمير الأمة العربية بأسرها، بطولات قالت عنهم الصحف العالمية «إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها». إنها حرب خلدها التاريخ قضت على مقولة إن الجيش الإسرائيلى لا يُقهر، قالت عنا جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك «إنها كارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسى وسيظل باقيًا معى على الدوام».

وصرح موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى «إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وأن ما حدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون وأظهر لنا ما لم نكن نراه من قبل مما أدى إلى تغيير عقلية قادة إسرائيل المغرورين» وكتبت صحيفة لوموند الفرنسية «كانت مبالغة فى الوهم فعلا من الجانب الإسرائيلى أن يصدق أن الدول العربية ستبقى مستسلمة إلى الأبد حيال احتلال أراضيها»، وكتبت صحيفة التايمز البريطانية: إن العرب حققوا الانتصار وبرهنوا على أن قواتهم تستطيع أن تقاتل وأن تستخدم الأسلحة المعقدة بنجاح كبير كما أن القادة العرب أثبتوا أنهم يقودون ببراعة». تحية لشهدائنا الأبرار.