الأحد، 01 أكتوبر 2023 - 08:05 م

من بين كل دول الغرب الغنية الكبرى تقف فرنسا وكندا فى مشهد غريب إذ تصطف طوابير مدهشة الطول من مواطنين فقراء وطلاب بالجامعات لساعات أمام مقرات الرعاية الاجتماعية التى تقدم وجبات الطعام المجانية (على طريقة التكايا المصرية القديمة).

الغريب فى المشهد أن البلدين وهما بين الدول الغربية الأغنى والأهم تأثيراً تكفلان بالأساس رعاية اقتصادية (مرتبات) معتبرة للمتعطلين وكبار السن والعجزة والطلاب تتيح لهم أساسيات الحياة من مأكل ومسكن وحتى قدرا محترما من الترفيه، فلماذا إذن هذا المشهد المثير، البعض يرى أن تكاليف المعيشة وموجة الغلاء العالمى التى لم يواكبها زيادة فى التزامات برامج الرعاية التى تكفلها أنظمة البلدين أدت إلى انضمام أعداد جديدة من المواطنين المستفيدين منها إلى دائرة العوز تلك الدائرة التى تسبق عادة الهبوط إلى دائرة الفقر وهو ما لم يكن المخطط يدركه فلم يعمل حسابًا لمضاعفة ميزانيات الرعاية ولا للزيادة المطلوبة فى عدد منافذ توزيع الطعام المجانى.

الظاهرة لفتت أنظار من اصطلح على تسميتهم بأصحاب وأنصار نظريات المؤامرة، فرأينا وتابعنا عبر مواقع الإنترنت العالمية وعدد غير قليل منها له مكانته الإعلامية المرموقة، تتحدث عن أن الجارى هو بالفعل مخطط وليس عشوائياً، وأن الحكومتين بدأت بتفعيل برنامج تدريب (قسرى) بالنسبة للمشتركين فيه، حيث وضعوا فئات من المجتمع تحت ضغوط اقتصادية معيشية لإجبارهم على اللجوء لاعتمادية أكبر على أنظمة الرعاية، وذلك إما لتهيئة المجتمع عندهم لحدث عالمى كبير قادم سيؤثر على الجميع، أو إعداده للقبول بما يخالف مبادئه وإرادة أفراده.

عمومًا سواء أكان الحادث ناتجا عن غياب التوقع والتخطيط والعجز الاقتصادى وهذا مستبعد إلى حدود كبيرة فى حال البلدين، أو كان نتاجا لواحدة من نظريات كثيرة بعضها شديد الغرابة وأقلها يحاكى قراءة سوداء لنظم الحكم والإدارة وإن بقيت أقرب ما يكون لتفسير الواقع، فإننا هنا فى الشرق الأوسط نجلس بانتظار ونرقب لنرى. باختصار ما لناش دعوة.