الأربعاء، 04 أكتوبر 2023 - 06:46 م

سيظل إنتصار السادس من اكتوبر خير شاهد على قوة وصلابة وبسالة الجيش المصري الذي أبهر العالم كله في مدة زمنية لاتقل عن ٦ ساعات التي تمكن فيها من تحطيم خط بارليف المنيع لدرجة أن جنود العدو لم يجدوا وسيلة للنجاة من ذلك سوي الاستغاثة بالقيادة الأمريكية لإرسال العون لهم.
ولو تحدثت كثيراً عن بطولات الجيش المصري في سيناء خلال حرب اكتوبر فإني سأحتاج إلي صفحات عديدة للسرد بكل دقة علي ما قامت به قواتنا الباسلة من ضرب العدو ضربة قوية ومؤلمة جعلت العالم كله يقف احتراماً ومهابة لجيشنا العظيم ولجنودنا الأوفياء ولكن قدر الاستطاعة والإنجاز أقول تعد حرب اكتوبر ملحمة وطنية تجمعت فيها كل عناصر النجاح لتحرير الأرض بداية من القيادات السياسية المحنكة والمتمثلة في الرئيس الراحل محمد أنور السادات رحمة الله عليه وحتي أصغر جندي داخل صفوف الجيش المصري فالكل كان علي قلب رجل واحد من أجل إستعادة أرض سيناء من يد العدو المغتصب لذا فإن التاريخ الحديث سيقف كثيراً أمام صفحات من البطولات المشرفة لجنودنا البواسل الذين رفعوا إسم مصر عالياً وجعلوا العالم يقف لمصر ولجيسنا احتراماً، ومن هذا المنطلق فإن ملحمة أكتوبر كانت بداية فارقة في تاريخ مصر حيث بدء البناء لدولة حديثة بعد هزيمة ونكسة دامت ٦ سنوات ولكن بعد النصر شهدت مصر تطوراً هائلاً في المشروعات القومية والبنية التحتية والاهتمام بمجلات الزراعة والصناعة والتجارة.
السادس من أكتوبر لم تكن مجرد حرب عسكرية فقط بل كانت حرباً شاملة في مجال التكنولوجيا الحديثة والتعليم والعديد من الملفات التي جعلت مصر علي خريطة الدول النامية بسرعة غير متوقعة مقارنة باقرانها من الدول العربية الشقيقة.
بعد مرور خمسون عاماً من العزة والكرامة علي ملحمة أكتوبر العظيمة أقول لقد ضرب ابطال القوات المسلحة الأوفياء كعادتهم دوماً أروع بطولات التضحية والفداء حيث ضحوا بأغلي مايملكون حتي يحفظوا لإخوانهم المصريين والعرب كافة أرواحهم وأمنهم وأموالهم ،ولم تتوقف البطولات في عصرنا الحالي لوجود نماذج وقيادات جديدة تسعي دائماً علي التصدي للعدو بكل حزم وتطهير البؤر الإرهابية في سيناء لاستكمال مسيرة النجاح وتحقيق كافة البطولات.
تحية إعزاز وتقدير لأرواح جنودنا البواسل الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض سيناء في سبيل تحريرها من العدو.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها من كل مكروه وسوء.