ياسر عبد العزيز
ياسر عبد العزيز


قلم حر

وزير الأخلاق

ياسر عبدالعزيز

الأحد، 08 أكتوبر 2023 - 08:13 م

جعفر ولي باشا من كبار مؤسّسي الأهلي وأول رئيس لاتحاد الكرة  المصري عام 1921، ورابع رئيس للنادي الأهلي، ووزير الأوقاف والحربية الأسبق؛ فى فترة ولايته المشتركة للأهلى، واتحاد الكرة أصدر فرمانًا تربويًا بإيقاف حسين حجازي أعظم من لعب الكرة على مدار تاريخ مصر والاهلى والزمالك على خلفية رفض حجازي وعدد من لاعبي الاهلى استلام ميداليات المركز الثاني بعد الخسارة من شواكيش الترسانة.


وقامت الدنيا ولم تقعد بعد هذا القرار، لأنه جاء فى توقيت قاتل، حيث كان الاهلى يستعد للقاء الغريم الزمالك فى نهائي كأس السلطانية، والمنتخب يستعد للمشاركة فى أوليمبياد أمستردام 2028، الغاضبون آنذاك يتساءلون: كيف لجعفر باشا أن يقرر إيقاف حسين حجازي أبو الكرة المصرية، فهو بذلك  ينتزع من الأهلى قوته الضاربة قبل القمة، ويجرد المنتخب من نجومه قبل الأوليمبياد ؟!


أسئلة كثيرة وضغوطات بالجملة فشلت فى تغيير القرار التربوي الذى صمد به جعفر باشا فى وجه التيارات الغاضبة والعاشقة لفنون حجازي الكروية آنذاك، فقد كان النجم وسط النجوم والاسطورة وسط الأساطير !!
نفذ جعفر باشا القرار ولعب الاهلى مع المختلط «الزمالك» وفاز الاهلى بدون حجازي بهدف أحرزه لاعب مغمور لم يكن أحد يعرفه وهو مختار التتش الذى صار بعد ذلك نجمًا اسطوريًا حمل على عاتقه المبادئ لاعبًا وإداريًا، وكان أحد أبرز من أسس مبادئ الاهلى الراسخة التى تعلى من القيم والأخلاق، ونجح المنتخب فى مهمته بالأوليمبياد نجاحًا مُبهرًا أيضًا بدون النجم الفذ حسين حجازى، وعندما سُئل الرمز جعفر باشا عن سر تمسكه بتنفيذ القرار التاريخي أجاب فى ثلاث كلمات: الأخلاق قبل البطولة !!
هذه الذكريات الخالدة استحضرتها ذاكرتي وأنا أتابع النجاحات المبهرة التى يحققها د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والذى يحمل من الكفاءة والأخلاقيات والاخلاق والأدب ما يجعلنا نضعه فى مصاف رموز الاخلاق فى زمننا الحالى، فقد امتدت نجاحاته لتأسيس اتحاد قيم وحياة، وعزز ذلك المشروع الوطنى ببروتوكول تعاون ثلاثي بين وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة مصر الخير ومؤسسة أجيال مصر تحت إشراف الدكتور على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتى الديار المصرية السابق.


د.أشرف صبحي أطلق مع شركاء النجاح العنان لمشروع قيم وحياة وأبلى بلاءً حسنًا، ويتم تنفيذ المشروع فى كل الملفات الشبابية والرياضية للتأكيد على أنه لا قيمة لأى نجاح أو بطولة أو إنجاز بدون أخلاق، ويلقى المشروع تجاوبًا كبيرًا بين قطاع الشباب والرياضة حتى إنه صار ضلعًا أساسيًا من أعمال الوزارة رغم أنه مشروع حديث العهد، ما أحوجنا لمثل هذه الأفكار التى تُعزز قيمة الأخلاق والانتماء وصفات المروءة التى نشأت وترعرعت فى بلادنا.. شكرًا د.أشرف صبحي «وزير الأخلاق»، فقد أعدتنا إلى زمن جعفر باشا ومختار التتش وغيرهما من صُناع وحَمَلة الأخلاق بالزمن الجميل. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة