خالد رزق
خالد رزق


مشوار

«أكتوبر» ذكريات مهاجر و الحلم الموعود

خالد رزق

الأحد، 08 أكتوبر 2023 - 08:22 م

قبل أيام حلت الذكرى الخمسين لاندلاع حرب أكتوبرالمجيدة التى كلل فيها كفاح شعبنا و أبنائه فى القوات المسلحة بأعظم وأول انتصار حقيقى شامل بعد سلسلة من المعارك المظفرة خلال سنوات حرب الاستنزاف على جيش الكيان الصهيونى المعادى ومن ورائه (داعميه من معسكر الشر الاستعمارى الغربى)..

وليست ذكرى انتصار أكتوبر عندى تماماً كباقى المصريين و إنما هى أعظم و أجل تأثيراً على نفسى وواقعى ذلك أنى ابن من أبناء الإسماعيلية وهى واحدة من محافظات القناة الواقعة على خط النار ( المواجهة العسكرية المباشرة مع العدو ) و الذين هجروا وأسرهم قسراً لا اختياراً إلى حيثما قادتهم الأقدار فى ربوع مصر المحروسة مخلفين وراءهم البيوت و الممتلكات .


تفتحت عيونى و آذانى كما الآلاف من أطفال و صبية المهاجرين ، على حقيقة أن وراءنا هناك فى منابتنا الأصلية ما لا سبيل لنا للحياة إلا بالعودة إليه ، عشنا ليالى سنوات المهجر القاسية على أصوات صافرات الإنذار و لمبات الإنارة المغلفة بالكارتون الأزرق و نداءات عساكر الدورية إبان الغارات الجوية التى طالت محافظات الدلتا كلها «طفوا النور».. حكايات الموت و الدمار و الخراب الذى حل بمدننا الأصلية على شاطيء القناة و الموت المتربص بنا فى الغارات شبه اليومية ، لم تكن تخيفنا فمعها كان آباؤنا و أمهاتنا يلقنوننا حب القتال و الأمل فى النصر و العودة الحتمية إلى بيوتنا التى هجرناها.


حلت الحرب و جاء النصر المؤزر بكرم الله و عزم الرجال وعدنا لمدننا و بيوتنا فكان للنصر عندنا قيمة و معان حلوة كثيرة أخرى أكيد أن لا أحد غير أبناء القناة يدركها و يفهمها ، ووسط النصر دخلت على الخط السياسة الرعناء غير المستوعبة و لا المصدقة لمبلغ النصر المحقق على العدو المتغطرس ، وجرى ما جرى وصولاً إلى وقف إطلاق النار و تحول كل شيء فأعطبت أكثر ثمار النصر اليانعة وبعدها بادر الرئيس الرحل أنور السادات إلى التوقيع على اتفاق للسلام وحاول و خلفه المخلوع مبارك نشر أفكار التطبيع بين المصريين و فشلا ، فلم يستجب لها غير أفراد الأكيد أن شيئاً مما طعموه من أرض مصر لم «يتمر» بهم.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة