صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


منها النفسي والاجتماعي.. تأثير "الطلاق" على الأطفال

ريم الزاهد

الأربعاء، 25 أكتوبر 2023 - 11:34 ص

كثرت في السنوات الماضية حالات الطلاق، وخاصة في السنوات الأولى من الزواج، ومع وجود أطفال صغار لا يتفهموا الوضع بشكل كامل، ويتأثرون بشكل قوي ومنهم من يستطيع التعبير عن غضبه، ومنهم ما لم يستطيع فعل هذا، ولكنه يظهر في أشياء أخرى، حيث ينتج عن الطلاق تأثيرات متباينة تختلف من طفلٍ لآخر، حسب طبيعته ونضجه اعتماداً على عمره، على طريقة انفصال الوالدين ودورهم في زيادة تقبله لهذا القرار، وشعوره بالارتياح بعده.

ومن آثار الطلاق على الأطفال، ما يأتي:
1 - التأثير النفسي والعاطفي: 

قد يواجه الأطفال صعوبةً في السيطرة على مشاعرهم وتقبل قرار الانفصال، فيتأثرون به نفسياً وعاطفيًا، ومن هذه التأثيرات ما يأتي:
الشعور بالحزن والأسى وعدم التكيف مع انفصال الوالدين، وتختلف هذه المشاعر بحسب نضج وفهم الطفل للأمر، فقد يظن الأطفال في سن صغيرٍ أنهم سبب الانفصال، ويشعرون بالألم والذنب، أما الأطفال الأكبر سناً فتختلف ردود أفعالهم، إذ يشعر البعض بالقلق والاكتئاب، أو كره الأسرة.

القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المتكرر والدائم بأسباب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيدًا، فقد يظن الأطفال أن والديهما سيتوقفان عن حبهم، مما يؤثر على مشاعرهم الداخلية ويزيد من شعورهم بالإحباط والخوف والتوتر.

2 - التأثير الاجتماعي:
يمكن أن تظهر تأثيرات الطلاق الاجتماعية على الأطفال من خلال بعض العلامات والمظاهر الآتية:
ضعف قدرة الاتصال لدى الطفل: 
ويظهر ضعف الاتصال لدى الطفل من خلال عجزه عن التفاعل مع والديه، ومع الأفراد الآخرين المحيطين به بسبب المشاعر السلبية التي تظل عالقة به، والتي يكتسب بعضها من النزاعات والبيئة غير الصحية التي كان يعيش بها سابقًا، أو الناجمة عن تغيرات ما بعد الطلاق؛ كارتباطه وتفاعله مع أحد والديه فقط وهو الحاضن له، وابتعاده عن الآخر، وعدم الالتقاء به أو محادثته فترات طويلة مما يجعله يشعر بالاستياء والكره والغضب منه، وبالمقابل يتعلق بالحاضن، ويخشى فقدانه وخسارته أو هجره له لاحقاً.

التأثير على علاقات الطفل المستقبلية: 
يتأثر الأطفال داخليًا بالطلاق كما ذكر سابقاً، وبالتالي يؤثر ذلك على نشأتهم وعلاقاتهم المستقبلية مع مرور الوقت، كما تظهر الدراسات النفسية التي أجريت على عدد من الأزواج من قبل مكتب الإحصاء الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن الأطفال الذين نشأوا في ظروف الطلاق تكون علاقاتهم الزوجية لاحقاً أكثر عرضة للطلاق أيضاً، ويمكن أن يكون السبب في ذلك انعدام الثقة والأمان في الشركاء لديهم، إضافة لافتقارهم لبعض المهارات الاجتماعية المكتسبة من الأسرة، ونقص العواطف والمشاعر الجميلة واستبدالها بمشاعر أكثر سلبية، وبالتالي عدم قدرتهم على حل الخلافات الزوجية ومعاناتهم من مشاكل تشبه مشاكل ذويهم، فينتهي بهم الحال مع الأسف بنفس الطريقة التي انتهى بها الوالدين والانفصال، وهو ما يعرف نفسيا بنظرية "النمذجة الأبوية" أي السير على نموذج مشابه للآباء.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة