ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

منصات عربية

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 27 أكتوبر 2023 - 05:19 م

إحدى العورات التى كشفتها حرب الإبادة الدائرة فى غزة تقزم النفوذ العربى داخل منصات الإعلام الرقمى فى مواجهة سطوة إسرائيل. يظهر ذلك بوضوح فى التعسف والتضييق الذى يواجهه صانعو المحتوى العرب على منصات التواصل الاجتماعى التى حذفت اكثر من 800 ألف منشور داعم للقضية الفلسطينية خلال أول أسبوع من العدوان وأغلقت عشرات الحسابات لأشخاص ولمواقع فلسطينية.

بالإضافة لتصنيفها لكلمات مثل «غزة» و«طوفان الأقصى» و«الإبادة» و«شهيد» كمحتوى إرهابى. فى الوقت الذى تركت فيه أكثر من 103 آلاف محتوى عنيف ضد الفلسطينيين باللغة العبرية من 7 إلى 18 أكتوبر. 

صحيح أن كثيراً من هذا الانحياز المفضوح يعود لقناعات منصات التواصل الاجتماعى التى تتبنى التوجه الامريكى باعتبارها شركات أمريكية، إلا انه لايمكن انكار الجهد والمال الذى تنفقه إسرائيل لفرض نفوذها على هذه المنصات وتوظيفها لتوجيه الرأى العام الدولى لصالحها.

فالخارجية الإسرائيلية مثلاً أطلقت قبل عامين برنامجاً لتدريب صُنّاع محتوى على تحسين صورة إسرائيل وتعليمهم المصطلحات التى يجب استخدامها للرد على التعليقات المعادية. كذلك تمارس تل أبيب ضغوطاً هائلة لإزالة اى محتوى معادٍ لها وتأتى ثانية بعد روسيا فى عدد طلبات إزالة المحتوى على المنصات.

واستخدمت لجانها الالكترونية لمحو إسم فلسطين من خرائط «جوجل» وتصنيف القدس عاصمة لإسرائيل. كما انفقت أكثر من 7 ملايين دولار فى اول 10 أيام من العدوان لتمويل فيديوهات تروج لدعايتها فى فرنسا وألمانيا وبريطانيا، علاوة على فتحها لآلاف الحسابات المجهولة على منصات «إكس» و«تيك توك» قدرت بـ 20٪ لنشر تقارير وصور مزيفة عن الأحداث.

لستر هذه العورة لابد ان نسعى لإنشاء منصة تمثل الصوت العربى وتخضع للسياسات التى نضعها نحن، كما فعلت الصين عندما أنشأت منصات بديلة لجوجل وفيسبوك وتويتر. وفى حال تعذر ذلك لاحتكار وادى السليكون الامريكى لشركات التكنولوجيا يمكننا على الأقل استخدام ما نملكه من موارد وثروات وكثافة عددية وثقل جيو سياسى لتعزيز نفوذنا فى عالم السوشيال ميديا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة