خالد رزق
خالد رزق


مشوار

التربية الوطنية والقومية

خالد رزق

الأحد، 29 أكتوبر 2023 - 08:15 م

فى زمن مضى كان بين العلوم التى نتلقاها فى المدارس مادة ندرسها تارة تحت اسم التربية الوطنية وتارة تحت مسمى التربية القومية، وكان بين محتوياتها تعريفات أولية بالمؤسسات العربية والدولية: تكوينها ووظائفها، فمثلاً كانت هناك الجامعة العربية والأمم المتحدة، ورغم أن المعلومات التى كان يوفرها منهج المادة عنهما كانت سطحية فإن معلمى المادة كانوا يستفيضون إلى حد ما خارج نص الكتب نفسه بشرح ما تم حجبه، فكان بعضهم على سبيل المثال يلقننا تشكيل مجلس الأمن الدولى وحقوق أعضائه وأهمها حق النقض (الفيتو) ودائماً ما كان المثل لاستخدامه هو أمريكا ودائمًا ما كان يتصل رفضها بأية قرارات تتعلق بإدانة كيان العدو الصهيونى فى جرائمه ضد العرب والفلسطينيين.
ذاكرة الماضى البعيد التى عاودتنى عن هذه المادة، جعلتنى أتساءل: هل كانت المادة فعلاً مهمة؟ ولنفسى قلت: نعم بل وكانت بالغة الأهمية، لكن ماذا عن اليوم، ماذا إن قررنا أن ندرسها لتلامذة المدارس فى عصرنا هذا؟ هل بعده جائز أن نلقن أبناءنا أشياء اندثرت عمليًا كاتفاقية الدفاع العربى المشترك، أو كدور الأمم المتحدة فى صيانة الأمن والسلم الدوليين وحفظ حقوق الشعوب المستضعفة؟ الإجابة هى بالتأكيد لا.


نعم نحتاج فى تكوين شخصية تلامذة المدارس فى بلادنا إلى منهج جديد جداً فى هذه المواد، ليدركوا معه حقيقة العالم الذى يعيشونه، وتكون لديهم مستقبلاً البذرة الوجدانية لتغيير هذه المؤسسات وهذا العالم بموقعهم منه، الصحيح أن علينا أن ندرس أبناءنا مبادئنا الوطنية والعروبية القومية أولاً، وحقائق مؤسسات الجامعة العربية والأمم المتحدة وما كان يفترض أن تكون عليه أدوارها وفق مواثيقها التأسيسية التى تنتصر لحقوق الإنسان وتحمى الدول أعضاءها، وفى الوقت ذاته نلقنهم كيف انحرفت هذه المؤسسات عن أدوارها بفعل تحكم القوى الكبرى أعضاء مجلس الأمن وكيف صارت عاجزة عن نجدة ملايين المستضعفين أمام كيان مصطنع عدوانى يجسد كل شرور الغرب.
إن أردنا لأبنائنا واقعا غير ذلك البائس الظالم والمهين الذى نعيش، فعلينا أن نلقنهم حقائق هذا العالم الوحشى كما هي.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة