الجمعة، 10 نوفمبر 2023 - 04:42 م

على الرغم من أن المذابح الصهيونية التى ترتكب ضد غزة وأهلها مازالت ماثلة أمام أعيننا، وأكتاف الأحياء التى أنهكها حمل نعوش الشهداء، وأجساد ووجوه شوهت ملامحها ولا تجد من الأكفان ما يسترها، وبالرغم من حصار المجاعة والنار، فأينما تولى وجهك يحاصرك طوفان التساؤلات متى تضع حرب الإبادة ضد العزل أوزارها، ومتى تتوقف مجازر سفاحى إسرائيل التى تغتال طفلاً فلسطينياً كل ٥ دقائق؟!

المحللون يرون النهاية بعيدة، ولكن ثمة شواهد كثيرة تؤكد أنها باتت قريبة جداً، أمريكا الحليف الاستراتيجى لإسرائيل وشريكها فى مذابح غزة أصبحت تدرك الآن وبعد مرور ما يزيد على ٣٥ يوماً الحرب على غزة أن تحقيق هدف إسرائيل المعلن من العدوان وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية وفى مقدمتها حماس بات درباً من الخيال، والدليل أن المقاومة مازالت قادرة حتى هذه اللحظة على الصمود بل وتمطر بصواريخها وسط تل أبيب.

عجوز البيت الأبيض «بايدن» الذى تنتظره انتخابات رئاسية العام القادم، تلاحقه استطلاعات الرأى العام تخبره بانهيار شعبيته بسبب الانحياز الأعمى لإسرائيل، أصبح يعى أن   نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى المجروح فى شرفه الوظيفى ومعه وزير دفاعه «جالانت» المجروج أيضاً فى شرفه العسكرى بعد هجمات حماس باتا يتصرفان كثور هائج ويٌشكلان خطرا ًجسيماً على مستقبله السياسى يهددان فرص بقائة رئيساً لأمريكا لولاية جديدة.

  السياسة الخارجية لإدارة بايدن ضربت فى مقتل بعد أن أوقف المهرولون العرب قطار التطبيع السريع والمجانى مع الكيان الصهيونى وأضحت إسرائيل الآن فى شبه عزلة دولية.

العالم الآن ليس هو عالم السابع من أكتوبر وخاصة أوروبا التى لم تعد شوارعها تخلو من المظاهرات المعادية لمجازر إسرائيل والتى تكشف عن اتساع رقعة التعاطف مع الفلسطينيين والتى أجبرت ساسة أووربا «برغم دعمهم اللامحدود لإسرائيل» على تغيير مواقفهم تحت ضغوط الرأى العام لديهم تجاه الحرب بسبب جرائم ضد الإنسانية يصر الكيان الصهيونى على ارتكابها فى غزة.

الإسرائيليون أنفسهم الذين تذوقوا طعم الخوف ورعب صفارات الإنذار والبقاء فى الملاجئ يرون حسب استطلاعات الرأى أن نتنياهو المسئول عن الإخفاق فى منع هجمات السابع من أكتوبر، وأن ٦٧٪ من الشعب الإسرائيلى لا يرى مكاناً لنتنياهو فى قادم الأيام!.

كل هذه الشواهد تؤكد أن نهاية الحرب اقتربت وأن النصر يا أهل غزة صبر ساعة، اصبروا ورابطوا، فإن نصر الله قريب.