هرمونات الجوع
هرمونات الجوع


دراسة تتوصل لتأثير هرمونات الجوع على منطقة صنع القرار في الدماغ

شيرين الكردي

الإثنين، 20 نوفمبر 2023 - 03:07 م

تشير دراسة جديدة إلى أن هرمون الجوع الذي يتم إنتاجه في الأمعاء يمكن أن يؤثر على منطقة صنع القرار في الدماغ، من أجل تحفيز سلوك الحيوان.

6 أسباب تنشط هرمون الجوع في جسمك :

هناك نوعان من الهرمونات التي تشارك في قمع شهيتك، وأخرى ترفعها، وهو ما يسمى بهرمون الجوع، وهي المسؤولة عن تحفيز الجوع، ومن خلالها تعرف متى موعد الطعام، وتعمل على زيادة مخزون الطاقة في الجسم، وهو ما يعرف باسم هرمون جريلين.

وبطبيعة الحال، فإن مستويات ذلك الهرمون تتقلب طول اليوم، ما بين تقدم وتراجع، حيث ترتفع قبل الوجبة مباشرة، كما تنخفض بعد تناول الطعام، وهو الهرمون الذي تركز عليه الكثير من أدوية فتح الشهية.

من ناحية أخرى فهناك هرمون وقف الشهية، والذي يشير إلى الحد من الشهية، وحرق المزيد من السعرات الحرارية، مع إنتاج الخلايا الدهنية التي تساعد على فقدان الوزن عن طريق خفض الجوع، واستهلاك الغذاء، وهو هرمون اللبتين.

وفيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعًا لزيادة هرمون جريلين الخاص بزيادة الشعور بالجوع :ـ

1- لا تحصل على النوم بما فيه الكفاية، فخلال النوم، فأظهرت الكثير من الدراسات وجود علاقة قوية بين قلة النوم، وإفراز ذلك الهرمون الذي يسبب الجوع، مع انخفاض مستويات هرمون الليبتين الذي يحفز الشعور بالشبع.

2- لا تستهلك كثير من الفركتوز: فأنت لا تتناول المشروبات الغازية والمشروبات السكرية، ولكنك لا تتناول عصير الفاكهة أو العسل، وهو ما يعمل على زيادة مستويات هرمون الجريليلن والدهون الثلاثية في الدم، وفقًا لبحث من الجمعية الأمريكية للتغذية السريرية.

3- تعتمد على نظام غذائي مقيد السعرات الحرارية، مع خفض مستويات هرمون اللبتين، ورغم أنه أمر مفيد للصحة، ولكنه يرفع مستويات هرمون الجريلين.

4- لا تأكل الكثير بما فيه الكفاية، فيجب من أجل الحفاظ على مستويا ذلك الهرمون، وكنت بحاجة لتناول الطعام ضمن المعايير العلمية، فأنه سوف يتم ارتفاع هرمون الجريلين قبل وجبة الطعام، وهو ما يوجب عليك تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية.

5- لا تتناول وجبة إفطار غنية بالبروتين، فالعنصر الأخير هو ما يؤدي إلى الإشباع، ويقلل الحاجة من مزيد من الاستهلاك الغذائي، ويساعد على طول عملية التمثيل الغذائي ما يعني زيادة فترة الشبع.

6- الشعور بالاجهاد المزمن أو الشعور بالاكتئاب والقلق، وهو ما يرفع هرمون الجوع عند الكثير من الناس، حتى أنه عند البعض زيادة الوزن مرتبطة بزيادة الاكتئاب.

وهذه الدراسة هي الأولى التي توضح كيف يمكن لهرمونات الجوع أن تؤثر بشكل مباشر على نشاط الحُصين في الدماغ، وهو جزء من الدماغ يصنع القرار ويساعد على تكوين واستخدام الذكريات، عندما يفكر الحيوان في تناول الطعام.

ولضمان عدم الإفراط في تناول الطعام، يقوم الحُصين بكبح غريزة الحيوان عند تناول الطعام، ولكن إذا كان الحيوان جائعا، فإن الهرمونات ستوجه الدماغ لإيقاف الكبح، كما يقترح الباحثون في جامعة كاليفورنيا، نقلا عن موقع "إندبندنت".

ويأمل الباحثون أن تساهم النتائج التي توصلوا إليها في البحث في آليات اضطرابات الأكل، وكذلك في الروابط الأخرى بين النظام الغذائي والنتائج الصحية الأخرى مثل خطر الإصابة بالأمراض العقلية.

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور أندرو ماكاسكيل، فيعلم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء وعلم الصيدلة في كلية لندن الجامعية: "نعلم جميعا أن قراراتنا يمكن أن تتأثر بشدة بجوعنا، لأن الطعام له معنى مختلف اعتمادا على ما إذا كنا جائعين أو ممتلئين. فقط فكر في الكمية التي قد تشتريها عند التسوق من البقالة على معدة فارغة، ولكن ما قد يبدو وكأنه مفهوم بسيط هو في الواقع معقد للغاية، فهو يتطلب القدرة على استخدام ما يسمى بالتعلم السياقي".

وأضاف: "لقد وجدنا أن جزءا من الدماغ الذي يلعب دورا حاسما في اتخاذ القرار حساس بشكل مدهش لمستويات هرمونات الجوع المنتجة في أمعائنا، والتي نعتقد أنها تساعد أدمغتنا على تحديد سياق خياراتنا الغذائية".

وخلال الدراسة، تم وضع الفئران في ساحة بها بعض الطعام، ونظر الباحثون في كيفية تصرف الفئران عندما كانوا جائعين أو ممتلئين أثناء تصوير أدمغتهم في الوقت الفعلي.

ووجدت الدراسة أن جميع الفئران أمضت وقتا في فحص الطعام، لكن الحيوانات الجائعة فقط هي التي تبدأ في تناول الطعام.
وكان الباحثون يركزون على نشاط الدماغ في الجانب السفلي من الحصين. وعندما اقتربت الفئران من الطعام، زاد النشاط في مجموعة فرعية من خلايا الدماغ في الجانب السفلي من الحصين، وهذا النشاط أوقف الحيوان عن الأكل.

لكن إذا كان الفأر جائعا، كان هناك نشاط أقل في هذه المنطقة، وبالتالي لم يعد الحُصين يمنع الحيوان من الأكل.

ووجد الباحثون أن هذا يتوافق مع مستويات عالية من هرمون الغريلين المنتشر في الدم.

وتمكن الفريق أيضا من جعل الفئران تتصرف بشكل تجريبي كما لو كانت ممتلئة، ما دفع الحيوانات إلى التوقف عن الأكل حتى لو كانت جائعة.

وقد أظهرت الدراسات السابقة أن الحصين لدى الحيوانات، بما في ذلك الرئيسيات غير البشرية، لديه مستقبلات للغريلين، ولكن كان هناك القليل من الأدلة حول كيفية عمل هذه المستقبلات.

وقد أثبتت هذه النتيجة أن هرمون الجوع يمكنه عبور حاجز الدم في الدماغ (الذي يمنع بشكل صارم العديد من المواد في الدم من الوصول إلى الدماغ) ويؤثر بشكل مباشر على الدماغ لدفع النشاط، والتحكم في دائرة في الدماغ من المرجح أن تكون المصدر الرئيسي للنشاط نفسه أو ما شابه ذلك في البشر.

وأشار المؤلف الأول للدراسة، الدكتور ريان وي، من علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء وعلم الصيدلة في كلية لندن الجامعية: "إن القدرة على اتخاذ القرارات بناء على مدى جوعنا أمر مهم للغاية. وإذا سارت الأمور على نحو خاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة. نأمل أنه من خلال تحسين فهمنا لكيفية عمل ذلك في الدماغ، قد نتمكن من المساعدة في الوقاية من اضطرابات الأكل وعلاجها".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة