الجمعة، 24 نوفمبر 2023 - 07:48 م

بقلم: هبة عمر

تحفل القاهرة القديمة بتراث شديد الثراء من فنون العمارة الإسلامية والقبطية التى يجب حمايتها من التدهور وترميمها لوضعها على خريطة المزارات السياحية، لذلك أتابع ما يقوم به جهاز تجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية التابع للجهاز المركزى للتعمير، وهو أحد أجهزة وزارة الإسكان، والذى يضم خبرات فنية متميزة وفهما لقيمة الأثر وكيفية ترميمه والمحافظة عليه، وأتابع تحديدا مشروعات ترميم ثلاثة أماكن أثرية المهمة وإعادة توظيفها واستغلالها وهو مايثير تخوفا مما يمكن أن يحدث فيما بعد من إهمال أو سوء استخدام قد ينعكس على هذه المناطق الأثرية المهمه أحد هذه المشروعات هو ترميم وتأهيل وكالة قايتباى بشارع باب النصر والمناطق المحيطة بها، وهى الوكالة التي بناها الملك الأشرف أبو النصر قايتباي في عام١٤٨١، وتعد من أجمل النماذج لفن الزخارف الإسلامية، وتتبع نظام بناء الوكالات فى العصر المملوكى الجركسي، وأحد الأهداف الرئيسية للمشروع هو إعادة توظيف الوكالة وتحويلها إلى فندق سياحى يضم 24 جناحاً فندقياً ومطاعم، بجانب الأنشطة الترفيهية، ورغم التأكيد على الاهتمام بالحفاظ على الطابع التاريخي للمكان، فإن التخوف يظل موجودا مما يمكن أن يتسبب فيه تشغيل الفندق والمطاعم من أضرار فيما بعد، خاصة إذا أهملت الصيانة والمتابعة الدورية والتفتيش الفنى المستمر.

وفى قلب القاهرة القديمة أيضا يقع منزل زينب خاتون، خلف الجامع الأزهر، وسط مجموعة رائعة من الآثار الإسلامية، ويرجع تاريخ البيت إلى القرن الرابع الهجرى، وهو نموذج لمنازل العصر المملوكي، ويحتوى على عناصر معمارية وزخرفية مميزة ونادرة ويخضع أيضا لمشروع رفع كفاءة وإعادة توظيف ليضم كافتيريات وقاعة مؤتمرات، والحقيقة أننى أعجز عن فهم ضرورة إنشاء قاعة للمؤتمرات فى هذه المنطقة شديدة الازدحام والتكدس ليلا ونهارا بكل أنواع المركبات ونقص أماكن انتظار السيارات . أما المشروع الثالث فهو ترميم وإعادة توظيف قصر السكاكينى، الواقع فى منطقة الظاهر وسط مدينة القاهرة، والذى بناه حبيب باشا السكاكينى عام١٨٩٧، وصممه معماريون إيطاليون، على مساحة ٢٧٠٠متر مربع، ويضم أكثر من٥٠ غرفة، ويحتوى على٣٠٠ تمثال، و٢٠٠ باب وشباك، وتجرى الآن أعمال ترميم وإعادة توظيف القصر كقاعات مؤتمرات وقاعات لكبار الزوار، وإنشاء ورش حرفية ذات طابع خاص.