آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصبة

ولن يتذكر العالم غزة!

آمال عثمان

الجمعة، 24 نوفمبر 2023 - 07:54 م

استكمل رحلة البحث عن إجابة لما طرحته فى مقالى السابق، حول موقف الحكومة الألمانية المؤيد للكيان الصهيونى، والرافض لوقف حرب الإبادة العرقية للفلسطينيين، وعقدة الذنب التى لا يزالون يدفعون فاتورتها ثمناً لما اقترفته ألمانيا النازية، حتى ولو على حساب إبادة شعب آخر، وما روته الكاتبة البوسنية «لانا باستاشيتشي»، حول جرائم الصمت، وتحذيرها من التطهير العرقى الذى شهدت عواقبه خلال طفولتها فى البوسنة.. عرفت الكاتبة حكاية لوسى منذ انتقلت للإقامة فى برلين، حينما كانت تتوقف أمام النُصب التذكارية المتعددة التى أقامها اليهود فى الميادين، ليوثقوا معاناتهم داخل المعسكرات النازية، ومنهم لوسى التى كان عمرها 16عاماً حينما اعتُقلت من منزلها، وبينما تسير الآن بالقرب من هذا النصب التذكاري، تشعر بمسئوليتها الإنسانية التى توجب عليها انتقاد موطنها الجديد، بسبب انحيازه ونفاقه واستسلامه للتطهير العرقى فى غزة، والدعم الرسمى الذى لا يتزعزع لتصرفات الكيان الإسرائيلي، دون ترْك مجال للإنسانية، ويأتى بنتائج عكسية، إذ يعمل على نشر الخوف وكراهية الإسلام، ومعاداة السامية، فمجرد ذكر كلمة فلسطين فى ألمانيا، يؤدى إلى الاتهام بمعاداة السامية، والحديث عما يجرى أو تبادل الحقائق بشأن الخلفية التاريخية للصراع، يعد تبريراً للإرهاب، وأى تضامن مع الفلسطينيين، يعد تعاطفاً ضمنياً مع حماس.. ولا يقتصر الأمر على تفريق الشرطة للمسيرات المؤيدة للفلسطينيين، بل تلقت المدارس تحذيراً لأى سلوك أو تعبير يشير إلى تأييد الهجمات على إسرائيل أو دعم المنظمات التى تنفذها، واعتبار ذلك تهديداً للسلام يجب حظره، ومنع الرموز المرتبطة بفلسطين مثل الكوفية والعلم، وامتد خنْق الأصوات المعارضة لقتل المدنيين فى غزة ليشمل اليهود، حيث احتجزت الشرطة امرأة يهودية إسرائيلية رفعت لافتة تدعو إلى إنهاء العنف!! ولأن المثقفين الألمان نشأوا فى ظل «ذنب جماعى» للجرائم النازية، فالعديد منهم يرحب بفرصة للتكفير عن خطايا الأجداد، بينما الأطفال الفلسطينيون يدفعون الثمن!!.

وتتذكر الكاتبة من تحدثوا معها خلال رحلاتها بالمدن الألمانية، للترويج لكتابها عن الإبادة العرقية للمسلمين فى البوسنة، مشددين على أن ذلك لا يمكن أن يحدث مرة أخرى أبداً، ولكنها كانت على يقين بأن العالم ينسى، وقد نسى بالفعل البوسنة، وأقول لها: ولن يتذكر العالم أيضاً ما يحدث اليوم فى غزة والضفة الغربية يا عزيزتى!!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة