الأحد، 10 ديسمبر 2023 - 08:07 م

تتجه أنظار العالم إلى مصر لليوم الثانى على التوالى لمتابعة الانتخابات الرئاسية.. والتى تعد الحدث التاريخى الأهم الذى تشهده البلاد بهدف استمرار مسيرة الديمقراطية والاستقرار لمستقبل هذا الوطن.. وعلى عكس ما توقع البعض من عزوف المواطنين عن النزول للإدلاء بأصواتهم.. وعلى غير هوى جماعات أهل الشر التى كانت تحرض الناس على عدم القيام بواجبهم الوطنى .. فقد خيب أهل مصر كل هذه الظنون والآمال وأطاحوا بها.. وشاهدنا أمس واليوم تدفق أعداد كبيرة على لجان الاقتراع بصورة حضارية عكست شعور كل مواطن بقيمة صوته وأهمية مشاركته من منطلق المسئولية والحس الوطنى.. لاختيار رئيسه.

حرصت على الإدلاء بصوتى فى الساعات الأولى من صباح أمس.. وشعرت بالفخر والزهو وأنا أدلف من بوابة لجنتى وأرى هذه الطوابير الطويلة التى اصطفت وامتدت إلى الشارع من مختلف الأعمار رجالًا ونساء وشبابا زى الورد وشيوخا وطاعنين فى السن، الكل حرص على المشاركة والتعبير عن رأيه.. الجميع أصبح يدرك أهمية دوره وأداء واجبه.. غير عابئين بما روجت له جماعات الشر وأعداء الوطن..
مظاهر الفرح والسرور بدت على الوجوه.. وقد طغت حرارة المشاعر على برودة الجو.. وكانت أجمل المشاهد عندما رأيت سيدة مسنة تجلس على مقعد متحرك تساعدها فتاة فى عمر الزهور على الإدلاء بصوتها.. بينما وقف شباب متطوع فى اللجنة المجاورة ينظم الطوابير الداخلية للجنته حتى تسير العملية الانتخابية فى انضباط وهدوء.. واحتشد عدد من الجماهير يحملون علم مصر مرددين أغانى وطنية تهتز لها المشاعر..
صورة رائعة رصدتها عبرت عن شعب عظيم جاء ليختار رئيسه بكل حرية وديمقراطية دون ضغوط أو وصايا من أحد.. جاء بوعى تام.. ونضج حقيقى.. فالانتخابات الرئاسية هى لحظة حقيقية.. لحظة حقيقية للأمة.. لحظة حقيقية للمبادئ والقيم.. هى لحظة حقيقية تدل على مستوى الوعى العام ومدى الاهتمام بمستقبل الوطن..
 فأصواتنا هى رؤيتنا.. وليست مجرد أوراق مطوية نلقيها فى مستقر صناديق الاقتراع!