نوال مهنى
نوال مهنى


«حمدان والخبز الطازج» قصة قصيرة للأطفال للأديبة نوال مهنى

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 15 ديسمبر 2023 - 04:20 م

حمدان صبي صغير ، يعيش مع والديه في حي شعبي على أطراف المدينة اعتاد حمدان مساعدة والديه في عملهما، الأسرة كلها تتعاون في صناعة الخبز وبيعه ، وهو مصدر رزقهم الوحيد.

 

حيث يقوم الأب بشراء اجولة القمح من الفلاحين في موسم الحصاد ويحتفظ بها في بيته، وكل أسبوع يأخذ قدرا من القمح ويذهب يه إلى ماكينة الطحين ويعود به دقيقا فاخرا، فتقوم الأم بنخل الدقيق وعجن جزء منه وتقطيعه إلى قطع صغيرة، ثم يتعاون الأب والأم في احضار الوقود وإشعال الفرن وخبز الأرغفة، ويحمل حمدان أرغفة الخبز الساخنة المستديرة في سلة صغيرة لبيعها لأهالي الحي وبعضهم من الأقارب والجيران، ويجوب حمدان الشارع ذهابا وإيابا وهو ينادي بأعلى صوته، الخبز اللذيذ الطازج، بعض أصدقاء حمدان يلتفون حوله عندما يرونه يعبر الشارع حاملا سلته المملؤة بالخبز الساخن، فيشترون منه الخبز وينادون معه الخبز اللذيذ الطازج، ويعود حمدان إلى البيت سعيدا بعد أن باع كل الخبز ويسلم النقود لوالديه.

 

ثم يجلس ليتناول افطاره، لاحظت الأم أن حمدان يأكل من عدة أرغفة في وقت واحد، فيقوم بقطم لقمة من رغيف ثم يتركه ويأخذ لقمة من رغيف أخر ثم يلقي ببعض اللقم الصغيرة الذي قطعها، نصحته أمه: يا بني كل من رغيف واحد حتى ينتهي ثم خذ غيره إذا أردت إلى أن تشبع ولا تمزق الخبز إلى قطع صغيرة وتتركها تجف وتفسد ولا يستفيد بها أحد، هذه عادة سيئة يا حمدان، يجب أن تقلع عنها .

تدخل الأب قائلا: هل تعرف يا حمدان كم جهد بذل حتى يصل إليك رغيف الخبز الذي تتغذى به ؟

أجاب حمدان: أعرف يا أبي، أنت وأمي تتعبان كثيرا في إعداد الخبز .

قال الأب: لسنا وحدنا يا بنيّ، لقد شارك معنا أناس كثيرون لا نعرفهم مثل ـ من قام بحرث الأرض وريها وزراعة القمح وحصاده، ومن صنع ماكينة طحن الحبوب والعاملين عليها ومن صنع الأجولة التي نعبئ بها القمح ونحفظه، ومن بنى الفرن الذي نخبز به وأخرون غيرهم كثيرون، إن رغيف الخبز الذي يصل إليك حصيلة جهد مئات من البشر شاركوا في صنعه بطريق غير مباشر دون أن نعرفهم لأنهم جنود مجهولون .

لذا ينبغي أن نحافظ على هذه النعمة ولا نهدرها ولا نمزقها ونلقي بها، بل نأكل بنظام ونترك الباقي سليما نظيفا ونحفظه لنأكله فيما بعد .

كان حمدان يستمع إلى حديث أمه وأبيه باهتمام شديد، وصاح قائلا: لم أكن أعرف أن هذه الخبزة الصغيرة تعب من أجلها كل هؤلاء البشر وتكلفت كثيرا من الجهد والمال !!

 لذا سأعمل بنصيحتك يا أبي ونصيحة أمي، لن امزق قطع الخبز وأتركها تجف، وسأخذ ما يكفيني وأترك الباقي سليما .

لابد أن نحافظ على هذه النعمة ونحمد الله عليها .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة