نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جداً

وائـل الدحدوح

نهاد عرفة

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023 - 07:06 م

لكى تنجح بحياتك يجب أن تكون شجاعاً وتتحدّى الخوف لأنّه عدو النجاح، وفى أمور الحرب لا بد من المواجهة المباشرة، وقديماً قالوا إن الجبان يموت آلاف المرات، ولكن الشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة، وفى الأخطار العظيمة تظهر الشجاعة العظيمة. والصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح ـ البالغ من العمر 53 عاماً ـ واحد من الصحفيين القلائل الذين يواجهون فى الحروب بشجاعة لنقل جرائم الإبادة للاحتلال الغاشم، جميعُنا شاهدناه على شاشات التليفزيون، بطل أسطورى يخوض وسط القصف والنيران فى الحرب على غزة، غير آبه بما قد يتعرض له، نموذج ساطع لمهنة البحث عن المتاعب، يؤدى مهنته بشجاعة مواجهاً الأهوال مع أهالى غزة والتى لا يتحملها بشر، فى السادس والعشرين من أكتوبر استهدف الاحتلال الغاشم قصف منزله واستشهدت زوجته وولداه الصغار وحفيده الوليد، ذهب لدفنهم وعاد لمزاولة مهنته تحت الحصار ونيران الحرب المروعة كاتماً حزنه بين ضلوعه، وفى السادس عشر من ديسمبر استهدفته نيران القصف التى فشلت من قبل فى استهدافه عدة مرات، ولكن هذه المرة أصيب أصابة بالغة وعدد من فريق عمله والذى استشهد خلالها زميله المصور سامر أبو دقه الذى رفض الاحتلال الغاشم أن تصل إليه سيارة الإسعاف لإنقاذه ليتصفى دمه بعد ست ساعات ويستشهد تاركا الألم فى قلب وجسد الدحدوح الذى تغلب على جروحه ودمائه التى تنزف ليودع رفيق رحلته فى مثواه الأخير وليذهب بعدها مباشرة لمواصلة عمله ومهنته ليرسل للعالم أجمع المجازر والجرائم التى يقوم بها الاحتلال الغاشم على أرض غزة عبر شاشات قناة الجزيرة، أى شجاعة وأى بطولة التى يتمتع بها وائل الدحدوح ابن حى الزيتون بمدينة غزة والذى تعدى عمره الثلاثة والخمسين عاماً ويمارس عمله بكل نشاط وشجاعة غير مسبوقة لمن فى مثل عمره، لهذا يستحق وائل الدحدوح جائزة «حرية الصحافة» التى أعلن عنها مجلس أمناء جوائز الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين المصرية التى تُقدمها النقابة هذا العام رمزاً لصمود الصحفيين الفلسطينيين وصمودهم فى وجه العدوان الصهيونى وآلة حربه الغاشمة، وتكريماً لشهداء الصحافة الفلسطينية الذين دفعوا حياتهم لنقل الحقيقة وفضحوا بصمودهم جرائم الإبادة الجماعية وأكاذيب الرواية الصهيونية والإعلام الغربى.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة