إيمان همام
إيمان همام


مصرية

مصرنا حفظها الله

إيمان همام

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 - 08:04 م

لم يحدث فى تاريخنا أن انتشر الفساد أو غلب عليه الانحلال كما حدث لكثير من الشعوب فى التاريخ القديم والحديث، انما شعبنا دائما شعب سليم فى مجموعه متماسك فى بنيانه.

ولذلك ترجع قوته وصلابته رغم ما نزل به من المحن الكثيرة، وعندما يزورها زائر، وهى تمر بظروف صعبة على فترات تاريخها، يتعجب من ثبات أهلها وتلقيهم المتاعب فى صبر وجلد.. لقد كانت مصر تعيش فى مجالات الحضارة دائما، فنحن أمة علم وعمل وعمران، فإذا كنا قد أهملنا شيئا من رسالتنا هذه بعض فترات من الزمان.

فلقد صحونا والحمد لله ووعينا، علينا أن نبلغ ما بلغه غيرنا فى ميادين العلم والعمل والعمران، التى كنا سباقين فيها قبل غيرنا بآلاف السنين.. ونحن نستطيع أن ندرس العلم لنكسب به العيش، ونستطيع أن نتعلمه ليعينك على السمو بنفسك والارتفاع بمستواها وتستطيع أن تدرسه لتنفع الناس به.

وهذه القدرة على النفع هى فى ذاتها سيادة، بل هى أرفع الوان السيادات، فأى انسان هو السيد، وانما المهم فى ذلك كله نظرتك إلى العلم وعلاقتك به، فإذا نظرت إليه على أنه مجرد وسيلة للكسب فحسب، وإذا كانت علاقتك به علاقة مال، فويل لك وويل له!، وعشت حياتك عبدا أسيرا للمكاسب والمغانم.

نظن أن بلدا فى مثل ظروفنا الصعبة يبذل من جهد كبير، نحن ذلك مدفوعين بخصلة فينا تشبه الغريزة، خصلة الاتجاه نجو العلم والنور، أن رسالتنا الحقيقية فى ذلك الميدان ليست رسالة متابعة أو ملاحقة بل رسالة قيادة، فقد قرأت ورأيت وسمعت أننا فى معظم أيامنا فى مقدمة أهل الدنيا علما وفهما وثقافة وأن العالم مدين لنا بالكثير جدا، فلا ينبغى أن نقنع.

بما كان، بل ينبغى أن نؤيده بما هو كائن، وما سيكون، وإذا كان غيرنا يقنع من العلم بتحصيل ما بلغه غيره فى ميدانه فأن واجبنا نحن كمصريين أن لا نقف عند هذا الحد، وانما ينبغى أن نتخطاه إلى الابتكار والتجديد والقيادة والتعليم، ذلك ما يمليه علينا تاريخنا العظيم، وذلك هو ما لا ينبغى أن ننصرف عنه بحال من الأحوال.

ومن غريب ظواهر تاريخنا أننا أدركنا بالفطرة هذه الحقيقة فلم نكد نصل إلى شيء من العلم حتى بدأنا نعلم غيرنا حتى أخذنا نبعث بعوث المدرسين شرقا وغربا وجنوبا، حتى علمنا البلاد المحيطة أضعاف ما علم الإنجليز مثلا.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة