أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

وكأننى أرى مانديلا

أخبار اليوم

الجمعة، 12 يناير 2024 - 06:25 م

بالرغم من أن متابعة جلسة محكمة العدل الدولية التى تشهد دعوى جنوب أفريقيا ، ضد إسرائيل، لارتكابها جريمة إبادة جماعية، أول أمس، كانت ملهمة لكل من لديه أدنى قدر من الإنسانية.

بما حوته من أدلة وفيديوهات، وإحصاءات مؤلمة، لما حل بغزة من استشهاد أكثر من 23 ألفا معظمهم من النساء والأطفال، وآلاف من المفقودين، بجانب ٦٠ ألفا من المصابين، وتهجير معظم أهالى غزة.

وكذلك عرض مشاهد الدمار للبنية التحتية وللمنازل، والمستشفيات، والجامعات، والجوامع والكنائس . ولقطات حية لمعاناة الشعب الفلسطينى وافتقاده لمقومات الحياة من المياه والكهرباء والوقود والغداء.

إلا أن أكثر ما كان ملفتا هو الفيديوهات التى جمعها فريق الدفاع من أفواه القادة الإسرائيليين، التى تثبت بما لا يجعل مجالا للشك النية المبيتة للإبادة الجماعية. وكأنهم يقدمون بأنفسهم الأدلة لإثبات جريمتهم ضد الشعب الفلسطينى.

فها هى مشاهد لنتنياهو وهو يخطب فى جنوده، حديثا دينيا يحثهم فيه على قتل النساء والأطفال والرضع. ثم يقدم ممثل جنوب أفريقيا خطابا للمتحدث باسم الكنيست يدعو هو الآخر «محو غزة من على وجه الأرض». أما وزير الدفاع فليس أقلهم عنصرية  فهو يدعو إلى «جعل غزة بلا ماء ولا كهرباء ولا وقود ولا غذاء.

سوف تقاتل حيوانات بشرية». أى أن الوزير رفع عن جنوده كل القيود لتحقيق هدفه وهو «ألا تعود غزة كما كانت». ويعود الوزير ليقول»إن العدو ليس حماس، ولكن كل الفلسطينين الذين يفرحون ويرقصون، ويوزعون الحلوى، ينبغى تدميرهم». ولقد التقط الجنود رسالة قادتهم. فنشروا الفيديوهات وهم يتباهون بأنهم «دمروا 30 منزلا فى الشجاعية».

وإنهم سيدمرون كل شبر فى خان يونس. وجندى آخر يتفاخر بعد تدمير إحدى الجامعات « فى يوم من الأيام كان هناك جامعة فى غزة». وهناك مشهد لجندى عجوز شارك فى مذبحة (دير ياسين) يخاطب الجنود «اقضوا على الفلسطينيين وعلى أولادهم، وعلى ذكراهم. كل عربى تجده أمامك اقتله».

«النية مبيتة، والأدلة صارخة، وغير ممكن المجادلة فيها» هكذا اختتم ممثل الدولة، التى أنجبت المناضل نيلسون مانديلا ، الذى دفع 27 عاما من حياته فى السجن، ليحرر جنوب إفريقيا من الفصل العنصرى، ويعود ليحكمها فى التسعينيات . ويُولد بعدها فى بلده، مثل هؤلاء المدافعين عنا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة