الجمعة، 12 يناير 2024 - 07:35 م

أحداث العالم المتلاحقة والسريعة والتى تقطع أنفاس من يحاول ملاحقتها تطرح تساؤلات شديدة التعقيد يحار أمامها العقل الحصيف. 

لعل أهم التساؤلات المحيرة كيف تركت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة المهيمنة على العالم حليفتها الأقرب إسرائيل تساق مكبلة «بالكلابشات» إلى محكمة العدل الدولية متلبسة بجرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى غزة؟!. 

فى ظنى أن الادانة ستكون من نصيب الدولة العبرية، وستكون سابقة تاريخية لم تحدث منذ ٧٥ عاما منذ المجازر التى ارتكبتها العصابات الصهيونية «الهجاناه وإرجون وبلماح وشتيرن وبيتار» قبل قيام دولة الاحتلال وحتى عصابات جالانت نتنياهو!. 

لاشك أن الإدانة المتوقعة لإسرائيل بالأبادة الجماعية ستكون بمثابة إدانة صريحة للامريكان الذين يحمون سفاحى إسرائيل يتسترون على فظائعهم ويبررون جرائهم أمام العالم.

ولكن لماذا تخلى الامريكان عن الصهيانية؟َ فى يقينى أن نتنياهو وعصاباته شقوا عصا الامريكية ورفضوا إيقاف المجازر ضد الغزاويين كما يرغب الأمريكان فتفرقت السبل تضاربت المصالح، القواعد الامريكية تضرب كل يوم فى العراق وسوريا اشتعل البحر الأحمر تهددت حركة التجارة وعجز الامريكان عن تكوين تحالف دولى لحمايتها.

الشارع الامريكى يضغط على بايدن من أجل إيقاف المذابح الصهيونية فى غزة وشعبية الرئيس العجوز تنهار لتصبح فى الحضيض مما يهدد أحلامه فى فترة رئاسية جديدة بينما ترتفع شعبية غريمه المتوقع ترامب! 

فى المقابل زعيم العصابة الصهيونية نتنياهو يدرك تماما أن نهاية الحرب تعنى نهاية حياته السياسية وربما يكون السجن فى انتظاره كمكافأة نهاية خدمة لحياته الاجرامية!. 

فى ظل عجز الأمريكان وغطرسة الإسرائيليين يبدو أننا إزاء نظام عالمى يتشكل من جديد تبرز أهم ملامحه فى أفول شمس أمريكا لتصبح مجرد رقم بين القوى العالمية ولسيت الرقم الوحيد بينما إسرائيل تعود للشتات كما جاءت من الشتات.