الصحفي محمد وحيد
الصحفي محمد وحيد


قلم جرئ

محمد وحيد يكتب: الكذب.. بضاعة إسرائيل التي بارت أمام العالم

محمد وحيد

الأحد، 14 يناير 2024 - 07:07 م

الكذب والأباطيل الفاضحة استراتيجية الكيان الصهيوني منذ النكبة وزرع هذا الكيان الشيطاني في وسط المنطقة العربية، تكذب ثم تكذب حتي يصدقها الغرب، بعد أن تتبناها الآلة الإعلامية الغربية التي باعت نفسها لهذا الكيان المغتصب، فتقلب الحقائق وتمثل دور الضحية بشكل بارع أمام العالم، ليظهر الفلسطنيين أمام العالم بمظهر الإرهابي عندما يقوموا بدور المقاومة والدفاع عن المقدسات بالقدس الشريف والدفاع عن الأرض والعرض.
والدور الذي تقوم به مصر مشهود أمام العالم أجمع، وتأكيد القيادة المصرية برئاسة الرئيس السيسي أن القضية الفلسطينية ستظل هى القضية الأم والأولي لكل العالم العربي والإسلامي، وما تقوم به مصر من مساعدات لأهل غزة المحاصرة من قبل الكيان الصهيوني، لرفع بعض المعاناة عن هذا الشعب المحاصر، والتواصل مع كل دول العالم للتوصل إلى حل سريع لهذه القضية الأزلية، وحق الفلسطينين في إقامة دولتهم المستقلة، وأن مصر ستظل على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية حتى إيجاد الحل لوقف آلة الحرب التي تحصد أرواح الفلسطسينين.
ولكن .. هناك من يترصد بمصر ويسعى إلى التقليل من دورها البارز لحل القضية الفلسطينية بعد قيام دولة جنوب أفريقيا برفع قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني، بإعتبار ان القيادات الاسرائيلية يرتكبون جريمة الإبادة ضد الشعب الفلسطينيي في غزة، بعد أن تجاوز عدد الشهداء الـ22 ألف فلسطيني، وأكثر من 50 ألف جريح، ليطرحوا السؤال المشبوه.. ‏ليه مصر مرفعتش قضية على إسرائيل في محكمة العدل الدولية مثل جنوب افريقيا ؟
 في البداية الا بد أن نعرف إن مصر ليست كدولة جنوب أفريقيا، ولا مثل أي دولة في العالم فيما يخص علاقتها بإسرائيل:
أولا إن علاقة مصر بإسرائيل حاليا هى «حالة حرب متوقفة» بمعاهدة كامب ديفيد للسلام، أو ما يعرف بمهادنة كامب ديفيد، بالإضافة إلى حالة التوتر على الحدود مع إسرائيل المستمرة، التي تهدد بعمليات عسكرية في أي وقت بالقرب من الحدود، فلا تريد مصر أي حجج من الجانب الإسرائيلي.
وثانيًا مصر تلعب دور الوسيط لإنهاء حالة الحرب والتهدئة بين إسرائيل وبين الفصائل الفلسطينية، فإذا تدخلت مصر في القضية تحولت من طرف وسيط لطرف مباشر في الصراع، وبالتالي سوف تفقد أي أمل في التهدئة والوساطة، التي بموجبها تنقذ سكان قطاع غزة بالمساعدات التي تدخل يوميًا من مصر.
ثالثًا أيهما أقوى؟ أن تقوم مصر برفع قضية في المحكمة الدولية أم تقوم بدروها الدبلوماسي لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق؟ فوقتها لو صدر حكم ضد إسرائيل، سترمي الحكم الخاص بالمحكمة الدولية في سلة المهملات، كما فعلت في قرارات مجلس الأمن الأقوى ألف مرة من المحكمة الدولية.
وفي المقابل لذلك تقوم مصر بلعب دور سياسي ودبلوماسي، تحاول من خلاله الضغط علي الكيان الصهيوني، وعلى الأمريكان وهو ما يتم حاليا من مصر، وقد أتى فعلا بنتيجة وكشف ألاعيب الكيان المحتل أمام العالم، وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة جوتريتش الذي عقد مؤتمر صحفي على الحدود في رفح، وكذلك الكثير من قيادات العالم الذين زاروا مصر، وقاموا بزيارة المعبر المصري في رفح، وعقدوا مؤتمرات صحفية وشاهدوا كم المساعدات لأهالي غزة التي يمنع دخولها الكيان المحتل في الكثير من الأحيان، مهددا بضربها إذا تم دخول هذه المساعدات دون إذن مسبق منهم، وهو ما أدعو خلافه أمام محكمة العدل الدولية، بأن مصر هي من تغلق المعبر أمام المساعدات ، وذلك على عكس الحقيقة، ولكن هيهات هيهات، فقد فضحت مصر ألاعيبهم وأكاذبيهم أمام العالم، فطوابير المساعدات أمام المعبر يتم نقل أخبارها بث مباشر أمام كافة وسائل الإعلام العالمية، وعرف العالم أكاذيب الكيان التي كان يخدعهم بها خلال العقود الماضية.
رابعًا: مصر هي أول دولة في العالم وعلى لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعت لمحاكمة قادة إسرائيل في مؤتمر القاهرة ومؤتمر جدة، لإرتكابهم جرائم إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وشجعت جنوب أفريقيا والدول التي قامت  برفع القضية ضد اسرائيل، وآخرها لقاء الرئيس السيسي مع أمين عام جامعة الدولة العربية الوزير أحمد أبو الغيط، لتخرج علينا جامعة الدول العربية بالإنضمام لجنوب أفريقيا في دعوتها ضد اسرائيل.
وأخيرًا وليس بأخر إن من السهل على مصر إن تقوم برفع القضية ضد اسرائيل ولكن ماذا يترتب عليها:
أولا : ستقوم إسرائيل بقفل المعابر وتمنع دخول المساعدات، ويغلق باب المفاوضات، وبالتالي لن يكون هناك أمل أن تتوقف آلة الحرب التي تحصد أرواح الفلسطينين في غزة.
ثانيا: أن الحدود المصرية ستشتعل وإسرائيل ستأخذها حجة بتضامن مصر مع الفصائل الفلسطينية كطرف أصيل في الحرب.
ثالثا: أن مصر ستصبح طرف أصيل في الصراع بشكل مباشر في ظل وجود حدود بينا وبينهم، وهناك حوادث سابقة الكل يعلمها جيدًا.
لذلك .. كانت القيادة السياسية المصرية على الموعد وتفهمت الموقف جيدا، وأدارت الموقف بكل السبل السياسية والدبلوماسية الممكنة، وبكل حكمة قطعت مصر الطريق على الكيان الصهيوني في استغلال الألة الإعلامية الغربية في تمثيل دور الضحية، وأوضحت الأمور على طبيعتها أمام العالم، وتحركت في كل الإتجاهات، لتوصيل صوت الشعب الفلسطيني إلى كل شعوب العالم التي انتفضت في كل شوارع ومدن العالم الكبرى لوقف آلة الحرب التي تحصد أرواح الشعب الفلسطيني الأعزل..
أفهموا يرحمكم الله.. وكن مع القيادة السياسية في مصر ولا تكونوا مع الصفصطائين «إللي مش هيعجبهم العجب ولا الصيام في رجب»..


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة