إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

لا أحسبها بالورقة والقلم

إيمان أنور

الأحد، 28 يناير 2024 - 08:07 م

ليست لديّ «أجندات» أيا كان نوعها.. لا سياسية ولا اقتصادية.. حتى الأجندات التى كانت بعض المؤسسات والشركات توزعها علينا كـ «هدايا» رمزية بمناسبة العام الجديد لم يعد يأتينى منها إلا القليل جدا فى إطار ترشيد النفقات.. وأستغرب سيطرة مصطلح «الأجندات» على لغتنا السياسية.
فى التليفزيون يتحدث المحللون السياسيون عن أجندات البرلمان والأحزاب والحكومات والليبراليين عن أجندتهم.. وأينما ذهبت الآن تجد من يتحدث عن فلان وعلان وأجندته.. فى كناية عن أن لكل  جماعة أو أشخاص أو حتى فرد مصالحه الخاصة وجدول أعماله الذى يتبناه ويعمل من خلاله حتى يحقق مآربه وأهدافه.. إلا أننى شخصيا لا أعمل وفق أجندة محددة.. وأحب العيش كده «ألاوى».. وعلى فيض الكريم.. ولا أحسبها بالورقة والقلم.. لا على المستوى الاقتصادى ولا حتى الاجتماعى.
ربما يرجع ذلك إلى طبيعتى التى تميل دوما نحو التفكير الهادئ.. فلا أحتمل صراخ السياسيين.. ولا الحزبيين.. وغالبا ما أتساءل: على إيه بيحرقوا فى دمهم وأعصابهم!؟ شباب.. يُفترض أنهم مثل الورد.. يلقون أنفسهم فى جحيم الكلمات.. يتحدثون بعصبية.. ويسعون إلى الآخرين بعنف.. يأكلون بعنف.. ويسمعون الأغانى بعنف.. ويا ويلك إذا طلبت من أحدهم تخفيض صوت المسجّل فى سيارته التى يقودها بجنون.. ماذا يجرى فى الدنيا.. ومن أين جاء هؤلاء بغضبهم وعصبيتهم..؟ لماذا حوّلوا حياتنا إلى تراجيديا وحوادث سيارات دامية.. أصبحنا نرى الموت بأعيننا.
بعد أن كنا نسمع عنه.. الاحتكاك والاستفزاز والخشونة صارت بديلا للغة الحوار والنقاش.. وانتقلت العدوى إلى بيوتنا.. لم تعد البنت تطيق كلام أمها.. ولا الولد يتحمّل نصائح أبيه.
الجميع يمارس كراهيته باسم «الأجندات».. الوطنية والقومية والعالمية.. هل ذلك نتاج طبيعى لضغوطات الحياة؟.. أم أن هناك أسبابا أخري؟.. صدقونى أنا أكره «الأجندات».. وليست لدى أجندات.. أُفضّل الكتابة على ورق الأشجار.. على قطرات الندى.. على همس الخريف وهدوء الشتاء.. وأبحث عن السكينة!.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة